تخلّت وزارة أوقاف الأسد، عن أدنى ما يمكن أن يربطها بالشؤون الدينية، خصوصا وهي تشرّع لرئيس النظام تدمير البلاد وقتله شعبه وتشريد من بقي، وها هي الآن تصف بيان الأسد الذي أصدره الخميس والداعي إلى إلقاء السلاح والتسامح، بأنه لا يصدر إلا عن قائد “متأسياً بنبيّه” صلى الله عليه وسلم.
ففي وصف غير مسبوق لوزير في حجم وأهمية وزارة الأوقاف، قال الدكتور محمد عبد الستار السيد، وزير أوقاف النظام السوري، اليوم الجمعة، في مسجد السيدة خديجة في محافظة طرطوس، إن تأكيد الأسد في دعوته أمس على أن التسامح هو سيد الموقف: “لا يكون إلا من قائد عظيم منتصر مؤمن بربّه متأسياً بنبيّه” (متأسيا من الأسوة أي القدوة).
وتبعاً للوكالة الرسمية التابعة للنظام “سانا” التي نقلت الخبر، فقد أردفت في مكان آخر منه على الصيغة التالية: “وأكدوا خلال خطبة صلاة الجمعة في مختلف المحافظات اليوم، أن دعوة الأسد ومرسوم العفو من أعظم المكرمات التي يتجلى بها القائد المنتصر، بالعفو عند المقدرة، والحرص على الوطن والمواطن متأسياً برسوله الكريم صلى الله عليه وسلّم”.
ما أوحى بأن خطبة الجمعة، على ما نقلته “سانا” كانت موحّدة لدى جميع الخطباء، خصوصا تكرار قول إن الأسد فعل كذا وكذا متأسيا بالنبي (ص). ونقل الوكالة هذه الصيغة حرفيا عن “خطباء وأئمة المساجد” جميعاً. وأنهم جميعا أكدوا هذا القول، كما نقلت “سانا” حرفياً. وهو الذي يؤكد أن الخطبة كانت موحدة بأمر رسمي.
وبالعودة إلى صفحة وزارة الأوقاف السورية على “فيسبوك” فإنها هي الأخرى نقلت التعبير عن وزير الأوقاف، فقالت في منشور منذ بعض الوقت: “وزير الأوقاف في خطبة الجمعة اليوم، لقد نادى سيادة الرئيس فخفقت قلوب الملايين: لبيك ياحبيب المواطنين” ثم تلته فوراً بمنشور: “وزير الأوقاف في خطبة الجمعة اليوم، سيد الوطن يقول إن التسامح هو سيد الموقف، هذا لا يكون إلا من قائد عظيم منتصر مؤمن بربّه متأسّياً بنبيّه”!
يشار إلى أن عدد القتلى في سوريا اقترب من نصف مليون قتيل، جرّاء الحرب التي شنّها الأسد على معارضيه في عموم الأراضي السورية، وتعكف جهات دولية، منذ فترة، على إعداد أكثر من ملف لمحاكمته بجرائم حرب وجرائم تعذيب وقتل المعتقلين.