وكالات – قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم الثلاثاء إنه سيتوجه إلى العاصمة الليبية طرابلس بعدما تعرضت السفارة الفرنسية في ليبيا إلى انفجار بسيارة ملغومة على ما يبدو ما أسفر عن إصابة حارسين فرنسيين على الأقل.
وهذا هو الهجوم الأول على بعثة دبلوماسية في طرابلس التي تعتبر أكثر أمنا من باقي أنحاء ليبيا منذ الصراع الذي أطاح بالرئيس الراحل معمر القذافي في عام 2011 .
وقال فابيوس الذي انتقل بشكل عاجل إلى مكتب الرئيس هولاند “وقع هجوم على سفارتنا في طرابلس في الساعة السابعة من صباح اليوم بسيارة ملغومة. كان من الممكن أن يسبب هذاالهجوم مذبحة شنيعة لكن أصيب حارسان وأحدهما إصابته خطيرة. ووقع الهجوم في غضون دقائق ولو كان أفراد طاقم السفارة موجودين هناك لكانت قد وقعت مأساة بشعة. إنه هجوم لا يستهدف فرنسا فحسب ولكن كل الدول التي تحارب الجماعات الارهابية.
وأضاف فابيوس قائلا :”وفقا لمناقشة مع الرئيس ورئيس الوزراء فإنني سأذهب إلى هناك على الفور للاطمئنان على الحارسين وبعد ذلك سنعقد اجتماعا مع الحكومة الليبية. اتصل بي وزير الخارجية (الليبي) هذا الصباح وقال إنه في خدمتنا تماما. لذا سيعقد هذا الاجتماع ولقد قررنا إرسال وحدة من شرطة التدخل الخاصة إلى هناك وستكون هناك تعزيزات بالطبع في المنطقة كلها ليس فقط في ليبيا ولكن ستكون هناك إجراءات أمنية في المنطقة كلها. كان هذا الهجوم يهدف إلى القتل..فرنسا لن تستسلم.”
وينتظر أيضا أن تصل فرقة من قوات النخبة الفرنسية الثلاثاء 23 أبريل/نيسان إلى العاصمة الليبية طرابلس لمباشرة تحقيقات حول التفجير الذي استهدف سفارتها، بينما فتحت النيابة العامة الفرنسية تحقيقا في الحادث، بحسب ما كشف مراسل “العربية” في باريس حسين قنيبر.
وقال مراسل “العربية” إن الهدف من إرسال قوات النخبة، هو لتأمين مقر السفارة بسبب الضعف المسجل في الحماية الليبية، وكشف قنيبر أن 60 بالمائة من مقر السفارة قد تم تدميره.
وأضاف قنيبر أنه يجري تداول فرضيات في باريس، حول دوافع الاعتداء، فقد يكون بدوافع الانتقام من العملية العسكرية الفرنسية في شمال مالي، أو يكون الاعتداء من فعل عناصر موالية لنظام القذافي، ويجري التركيز على منطقة جنوب ليبيا، حيث يتردد وجود كتائب إرهابية مدججة بالسلاح هناك.
ومن جهته، أوضح مراسل “العربية” في ليبيا، محمود الفرجاني، أن وزير الداخلية الليبية زار مكان التفجير للاطلاع على الأوضاع هناك، ونقل الفجراني بدوره أن سفير الجزائر بليبيا، عبد الحميد بوزاهر، يوجد بصحة جيدة، لكن بيته تضرر قليلا، كونه يجاور مقر السفارة الفرنسية.
وكانت السيارة المفخخة التي استهدفت السفارة الفرنسية في العاصمة الليبية طرابلس أدت إلى إصابة اثنين من الحراس بجروح أحدهما في حالة الخطر وإلحاق أضرار مادية جسيمة بالمبنى، بحسب مصدر أمني ليبي.
وأفاد مراسل لوكالة “فرانس برس” في المكان أن المبنى الذي يضم مكاتب السفارة تعرض لأضرار كبيرة وتهدم قسم من جدار السور المحيط به بينما تفحمت سيارتان كانتا مركونتين أمام السفارة نتيجة الاعتداء.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول قوله: “وقع هجوم على السفارة. نعتقد أنها سيارة ملغومة… وقعت أضرار كثيرة وأصيب حارسان”، فيما أشار مراسل قناة “العربية” إلى الانتشار الأمني المكثف في محيط السفارة الفرنسية عقب الاعتداء.
وأدان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند “بشدة” الاعتداء ضد السفارة الفرنسية في ليبيا وطلب من السلطات الليبية بـ”كشف كل ملابسات هذا العمل الذي لا يمكن السكوت عنه”، بحسب بيان صدر عن الرئاسة.
وصرح هولاند أن “هذا العمل يستهدف من خلال فرنسا كل دول الأسرة الدولية التي تخوض حملة لمكافحة الإرهاب”.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن باريس “تدين بأكبر قدر من الشدة الاعتداء” الذي استهدف سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس وأدى إلى إصابة اثنين من الحراس بجروح أحدهما في حالة الخطر، فيما وصفت الحكومة الليبية الهجوم بـ”العمل الإرهابي”.
وقال فابيوس في بيان إن “أجهزة الدولة سوف تسخر كل الوسائل بالارتباط مع السلطات الليبية، لإلقاء الضوء كاملاً على ملابسات هذا العمل المشين والتعرف على وجه السرعة إلى مرتكبيه”.
وتعرضت بعثات دبلوماسية في ليبيا لهجمات كان أبرزها هجوم على مقر البعثة الدبلوماسية الأميركية في مدينة بنغازي بشرق ليبيا في سبتمبر/أيلول الماضي مما أدى إلى قتل السفير الأميركي وثلاثة أميركيين آخرين.
ولكن هجوم الثلاثاء هو أول هجوم خطير من نوعه على سفارة أو بعثة أجنبية في العاصمة طرابلس.
ويناضل حكام ليبيا الجدد لفرض سلطتهم على بلد يعج بالسلاح وبه عدد كبير من الميليشيات المسلحة التي كثيراً ما تفعل ما يحلو لها.