في مقابلة خاصة مع قناة “العربية” صرّح وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو للزميلة راندة أبوالعزم، بأن الوضع في سوريا لا أحد يقبله وأن الحلول مازالت في نطاق الأفكار لأننا نصرّ على الحل السياسي وليس التدخل العسكري لأننا جرّبنا في المنطقة التدخل العسكري وما ينتج عنه من مشاكل كثيرة ومصر في مركز مميز لأنها منفتحة وتستضيف المعارضة وليس لها أي مصلحة في سوريا.
وحول انتقاد البعض للموقف المصري بأنه غامض ومتردّد، قال عمرو إنه ليس كذلك علي الإطلاق، وإنما نحن نرى أن التسليح سيزيد العنف ونحن مع وقف سفك الدماء فوراً، ونحن مع أي حل يرضي الشعب السوري، ولا يوجد به أي شخص ملوثة يده بدماء السوريين بمن فيهم بشار.
وبخصوص موقف مصر من الحكومة السورية المؤقتة، أشار إلى أن مصر مستعدة للتعامل مع أي ممثل يتفق عليه الشعب السوري ومن ضمنها الحكومة المؤقتة المقرر إعلانها من تركيا خلال شهر مارس.
وأضاف عمرو أن مصر تستضيف الائتلاف السوري منذ تشكيله والآلاف من السوريين وتقدم لهم كافة التسهيلات، وأنهم يعاملون في مصر كالمصريين فيما يتعلق بالتعليم والصحة، ولا يحتاجون إلى تأشيرة لدخول الأراضي المصرية بناءً على تعليمات الرئيس محمد مرسي، رغم الوضع الاقتصادي الصعب، حتى لو وصل الأمر لاقتسام رغيف الخبز معهم.
وبسؤاله عن المبادرة الرباعية لحل الأزمة السورية والتي تعمل مصر على إحيائها، أفاد عمرو بأن هناك تواصلاً مستمراً مع المملكة العربية السعودية، ولكن الأهم هو التواصل والاتفاق مع الأطراف المختلفة معنا في الرأي.
وأضاف أن أطرافاً كتركيا والسعودية هي قوى موجودة على الأرض، وفي المقابل توجد إيران وهي قوة أخرى تدعم النظام السوري، وتعلن عن ذلك، وأن هناك تواصلاً معها ومع روسيا أيضاً التي زارها عمرو الأسبوع الماضي.
لن تكون هناك علاقة على حساب دول الخليج
وحول العلاقات المصرية مع دولة الإمارات، أشار إلى عدم وجود أزمة، وإنما إشكالية معينة يجري حلها، وأن العلاقات المصرية مع الدول العربية هي أمن مصر القومي، وبسؤاله عن سبب سفر الدكتور عصام الحداد، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية، للتوسط في أزمة الرعايا المصريين هناك، لفت إلى أنه لا يريد شخصنة الموضوع، وأن هناك علاقات بين مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية فيما يتعلق بالسياسات الخارجية، وهي علاقة قائمة على التنسيق، وأن وزارة الخارجية صاحبة الدور الرئيسي وليس الوحيد، حيث إن رسم السياسة الخارجية لا ينحصر في جهة واحدة، وإنما له محاور عدة وجهات عديدة تقوم على بلورة السياسة.
وعن وجهة نظره في زيارة الرئيس الإيراني لمصر بعد زيارة الرئيس المصري لإيران، وما أثير عن عودة العلاقات بين البلدين، أكد عمرو أن الزيارات جاءت في إطار مؤتمر عدم الانحياز ومؤتمر القمة الإسلامية، وهذا شيء طبيعي، وأن أمن الخليج هو أمن مصر، وأنه لن تكون هناك علاقات مع إيران على حساب دول الخليج.
وتعليقاً على تأثير امتلاك إيران لسلاح نووي على مصر، أوضح أن مصر موقفها واضح جداً من هذا الموضوع، حيث إنها ضده وتسعى لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل؛ لأن امتلاك أي طرف لهذه الأسلحة سيثير الكثير من الإشكاليات في المنطقة.
وفيما يتعلق بزيارة أوباما لمنطقة الشرق الأوسط واقتصارها على الأردن وفلسطين وإسرائيل وعدم المرور على مصر، قال عمرو إن هذا لا يعني أن الرئيس الأمريكي استثنى مصر من الزيارة أو أن هناك توتراً بين البلدين، مؤكداً أن العلاقات لاتزال قوية بين أمريكا كقوة عظمى ومصر كقوة أساسية في المنطقة، وأن الأمر لا يخرج عن كون برنامج الزيارة محدداً بهذا الشكل.