توفي أمس الخميس في دمشق الكاتب والمعارض حسين العودات عن عمر يناهز الثمانين عاماً بعد مرض لازمه في السنوات الأخيرة.
والعودات أحد أبرز رموز المعارضة منذ بدايات العقد الماضي، حيث كان وسط المؤسسين للحراك الثقافي والاجتماعي والسياسي السوري بعد العام 2001 المعروف بـ”ربيع دمشق”، وشارك في حينه بتأسيس لجان إحياء المجتمع المدني، وكان بين قياداتها.
كما شارك في نشاط المنتديات التي أطلقها السوريون للبحث والنقاش في الوضع السوري وحوله، وجرى اعتقاله من قبل الأمن السياسي في حينه، ثم شارك في تأسيس إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي عام 2005 بوصفه تحالف المعارضة الرئيس في سوريا.
وبعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، كان العودات بين أبرز مؤيديها والمشاركين فيها، مما عرضه للملاحقة والمتابعة الأمنية مرات كثيرة.
شارك في العام 2011 بتأسيس هيئة التنسيق، كما كان بين المشاركين النشطين في مؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة عام 2015.
وإضافة إلى نشاطه في صفوف المعارضة كان العودات بين كبار الصحافيين والكتاب السوريين.
ففي مجال الصجافة، أسس العديد من المنابر الإعلامية بينها وكالة الصحافة العربية السورية “سانا” في العام 1966، وجريدة “أخبار العرب” 1990، وكتب في عشرات الصحف والدوريات العربية مقالات ودراسات.
وفي المجال الثقافي، ترك العودات بصماته البارزة في الواقع الثقافي، فقد أسس وتولى إدارة “دار الأهالي” للطباعة والنشر في دمشق عام 1987، التي تعد إحدى أهم دور النشر العربية، وألف العديد من الكتب من بينها الموت في الديانات الشرقية، العرب النصارى، المرأة العربية في الدين والمجتمع، الآخر في الثقافة العربية، وثائق فلسطين (1879– 1987)، وشارك مع آخرين في تأليف كتب بينها موسوعة الصحافة في بلاد الشام، وتولى الإشراف على موسوعة المدن الفلسطينية.
يذكر أن حسين العودات من مواليد قرية “أم المياذن” من ريف محافظة درعا عام 1937، حصل على ليسانس في الجغرافيا، وآخر في اللغة الفرنسية من جامعة دمشق، كما حصل على دبلوم في الصحافة.
الله يرحمه ويغفرله ويجعل مثواه الجنة