يؤكد الأميركيون أن عمليات التحالف ضد “داعش” في سوريا نجحت في ضرب مراكز قيادة وسيطرة، كما أنها ألقت الرعب في صفوف التنظيم الإرهابي، الذي يحاول إسقاط عين العرب (المعروفة بـ”كوباني” عند الأكراد) في أسرع وقت، بهدف فتح خط إمداد بين الأراضي السورية وتركيا.
النجاحات الجوية للقوات الأميركية والسعودية والإماراتية وغيرها في سوريا تبقى انتصارات مؤقتة، فالمطلوب هو انتزاع المساحات التي احتلها التنظيم وعدم السماح للنظام السوري بالعودة إليها.
يتحدث الأميركيون بشكل عام عن أن قوات المعارضة السورية ستحتل المناطق التي سيخليها “داعش”، لكن الخطط الأميركية ليست واضحة، فهم يتحدثون عن أن وزارة الدفاع الأميركية ستدرّب خمسة آلاف عنصر خلال عام في الشرق الأوسط، فيما الحرب الجوية وصلت إلى نقطة الهجوم في سوريا، و”داعش” بدأ بالهروب.
قوات معارضة جاهزة
أكد أكثر من مصدر في المعارضة السورية لـ”العربية.نت” ما لا تفصح عنه المصادر الرسمية الأميركية، وهو أن هناك 10 آلاف عنصر من المعارضة السورية يستعدون لاحتلال ريف حلب وشمال الرقّة، فيما تقوم عشائر الشمّر بمناهضة “داعش” في شرق سوريا وتشتبك معه منذ حين.
تقول بعض مصادر المعارضة إن الأميركيين وخلال السنتين الماضيتين، درّبوا ما لا يقلّ عن خمسة آلاف عنصر من المعارضة السورية على الأراضي الأردنية وبعيداً عن الأضواء، وأن الأميركيين يثقون بهؤلاء العناصر وهم الأكثر استعداداً لتلقي الدعم وملء الفراغات الجديدة.
هناك أيضاً مجموعات من المعارضة السورية التي تتلقى مساعدات من الأميركيين ولم تتلقَ تدريبات على يدها، فمنذ انفراط المجلس العسكري السوري بقيادة العقيد سليم إدريس وسيطرة عناصر متطرفة على مخازن قريبة من الحدود التركية، توقفت الحكومة الأميركية عن التعامل مع المجلس العسكري، وأصبحت توجّه مساعداتها إلى تنظيمات من المعارضة المسلحة تثق بها، ومنها “حركة حزم” و”جبهة ثوار سوريا” وغيرها.
وقد سلّمت واشنطن هذه المجموعات صواريخ مضادة للدروع، أو سمحت بتسليمها هذه الصواريخ. وتمكنت هذه المجموعات من تثبيت سيطرتها على بعض المناطق بوجه النظام و”داعش” في الوقت ذاته.
كان مسؤولون أميركيون أشاروا إلى أن منطقة سيطرة “داعش” تحتاج إلى 15 ألف عنصر للسيطرة عليها، لكن أعداد المسلحين “المعتمدين” من المعارضة السورية لا يصلون إلى هذا العدد، وسيكون هناك اعتماد واضح على قبائل الشمّر وعلى دور أحمد الجربا في قيادتها وتسليحها وتوجيهها في شرق سوريا.
“رجل المعارضة القويّ”
قالت مصادر قريبة من الجربا إنه سيلتقي الجنرال جون آلن، منسق التحالف الدولي ضد “داعش” يوم 7 أكتوبر في عمّان، فيما يتحدث الأميركيون عن الجربا على أنه “رجل المعارضة القويّ” نظراً للدور الذي قام به من قبل في رئاسة الائتلاف وما زال، ولعمق دوره لدى القبائل العربية في سوريا والعراق، بالإضافة الى الدعم الكبير الذي يحظى به من قبل الدول العربية الداعمة للمعارضة السورية.
كشف مصدر قريب من أحمد الجربا لـ”العربية.نت” أنه يخطط لتشكيل تنظيم ميداني مختلط من العشائر وقوات المعارضة، ويريد تأليف مجلس من زعماء العشائر والجيش الحرّ، كما أنه يسعى الى أقناع الأميركيين بإحياء فكرة غرفة العمليات المشتركة التي تنسّق العمليات الجوية مع القيادات الميدانية، وبذلك تصبح الغارات الجوية سلاح جوّ لدى المعارضة السورية وتستطيع طلب المساعدة الجوية حين الحاجة إليها خلال صدام مع “داعش” أو النظام، أو الطلب من القوات الجوية التمهيد بالغارات لهجوم برّي تريد قوات المعارضة السورية القيام به.
النظام يحشد في تدمر
هذا التنسيق سيكون مفصلياً في المنافسة بين المعارضة السورية والنظام على منطقة شرق سوريا، فمعلومات المعارضة تشير إلى أن نظام الأسد يحشد قوات ورجال عشائر مؤيّدة له في منطقة تدمر، وسيحاول الوصول إلى دير الزور أو الرقّة لو بدا الضعف الكافي لدى تنظيم “داعش” بعد القصف الجوّي عليه، فيما تريد المعارضة السورية التأكد من أن غارات التحالف في منطقة الشرق منسّقة معها لضمان سيطرة العشائر والقوات المعارضة على المدينتين في حينه.