تسعى مجموعات موالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، لجمع 24 مليون قُبلة، من على شبكات التواصل الاجتماعي. تعبيرا من هذه المجموعات على “شعبية” رئيس النظام.
ولم توضح المجموعات، في بياناتها التي نشرتها ترويجاً للقُبل المليونية، ماهي الآلية المعتمدة لجمع مثل ذلك النوع من استبيانات الرأي العام.
وتحدثت مصادر إعلامية عن “استحالة” جمع هذا “العدد المهول من القُبل”. خاصة أن عدد السوريين الذين هجّرهم النظام، أو ساهم في نزوحهم، يقارب نصف عدد السوريين المسجلين في دوائر السجل العدلي، تبعا لإحصاء السكان عام 2010.
ويؤكد مراقبون من هنا، أن مثل تلك الدعوة، مصيرها الفشل بسبب “هذا العامل التقني البسيط”.
عدد القبلات كان أقل من ضيوف المؤتمر!
وتترافق الدعوة لجمع 24 مليون قبلة لرئيس النظام السوري، مع انعقاد ما يسمى “المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب” لجمع أكبر عدد من “مناصري النظام” من شخصيات أو تيارات أو أحزاب، هنا أو هناك. وعلّق البعض أن عدد الحاضرين في المؤتمر ذاك كان أكبر من عدد القبل التي تم جمعها.
وينقل الخبراء أن المؤتمر السالف، حاول “الإفادة من موقع طهران” الجديد بعيد توقيع “الاتفاق النووي” خصوصا أن طهران ستكون ضيفا رئيسيا في مؤتمر كهذا. ويضيف الخبراء، أن النظام السوري “يسعى لتلميع صورته” مجددا أمام المدعوّين، في محاولة منه “لترميم شعبيته الداخلية والدولية” التي يؤكد الخبراء أنه “لم يتبق منها سوى نسبة ضئيلة للغاية”.
الموتى والمهجّرون لايَطبعون القُبل
يذكر في هذا السياق، أن الإعلام الموالي للنظام السوري، يروّج منذ أيام أخبارا عن محاولات “دول عربية وأوروبية” لفتح قنوات “اتصال معه”، وذكرت أكثر من صحيفة منها صحف لبنانية، أن سوريا “تستعد لاستقبال موفدين” من دول عربية وغربية. إلا أن مصادر إعلامية وسياسية نفت مثل “تلك الشائعات” واعتبرتها “مثيرة للسخرية” وأن النظام السوري يسعى من خلالها إلى “التغطية على أعماله العسكرية العنيفة التي يقوم بها أخيرا في الزبداني وسواها”.
ويذكر أيضا أن حملة جمع 24 مليون قبلة لرئيس النظام السوري، توقفت عند إطلاقها، ولم يجد جديد فيها. وامتنع منظمو الحملة عن التعليق حول سبب فشلها أو توقفها. حيث أكد خبراء أن فشل الحملة كان “ذريعا” والعدد الفعلي لطابعي القبل كان مفاجئا لأنصار الرئيس السوري “الذين ذهلوا إلى الرقم البسيط الذي حققته الحملة” والذي يبدو أنه كان “أقل بملايين” مما دعت إليه.
علماً أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الدعوة إلى “مظاهر” دعائية لخدمة رئيس النظام. وتنقل الأنباء أن أغلب المظاهر الدعائية باءت بالفشل، لأن المعارضة السورية النشطة على شبكات التواصل كانت تكشف للرأي العام مدى حضورها هي، مقابل شبه انعدام لتأثير أنصار رئيس النظام.
وسجل ناشطون سوريون تعليقات كثيرة حول الـ 24 مليون قبلة لرئيس النظام، إلا أن أجمل تلك التعليقات تلك التي قالت: “الموتى لايطبعون القُبل” في إشارة إلى “تزييف” الرقم المليوني الذي دعا إليه أنصار الأسد واستحالة تحقيقه، كون السوريين إما قتلى من عمليات النظام العسكرية، أو مهجرون ونازحون “لا وقت لديهم أصلا للقبل”، وإن كان لديهم وقت، لربما “فعلوا شيئاً آخر”! على حد تعليق أحد الظرفاء.