(CNN) — رغم غرابة ظهور النساء الإيرانيات وهن يرتدين ثياب سباحة لمصممين عالميين ومستلقيات عند برك الماء، أو رؤية شباب يقودون السيارات الفارهة مثل “بورش” و”مازاراتي” في شوارع ايران، إلا أن بحسب ما يبدو تمكن حساب إنستغرام بعنوان “أبناء طهران الأثرياء” من إثارة ظاهرة اجتماعية ملفتة للانتباه وخصوصاً على مواقع التواصل الإجتماعي.
وللوهلة الأولى، قد يعتقد بعض الأشخاص أن هذه الصور التقطت للأثرياء في المجتعات الراقية في مدينتي بيفرلي هيلز وميامي الأمريكيتين، ولكن في الحقيقة تعود هذه الصور إلى كيفية عيش الشباب في دولة يحكمها أحد أكثر الأنظمة الحاكمة محافظة في العالم، أي ايران.
وتمّ إطلاق حساب “أبناء طهران الأثرياء” لتبادل الصور المحمولة في سمبتمبر/ أيلول الماضي، إذ استقطب الحساب مائة ألف متابع من خلال نشر مئات الصور لسيارات رياضية فارهة، وحفلات خاصة في مجمعات سكنية فاخرة، فضلاً عن صورة لفتيات جذابات يرتدين آخر صيحات الموضة من الملابس.
واستوحيت فكرة “أبناء طهران الأثرياء” من المجموعة الأصلية “أبناء إينستغرام الأغنياء” ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يصور فيها أشخاص يتناولون مشروبات كحولية، ونساء شابات يسخرن من ارتداء الحجاب.
وتجدر الإشارة، إلى أن تناول الكحول منع منعاً باتاً منذ الثورة الإيرانية منذ العام 1979، وفرضت القوانين على النساء لارتداء الحجاب واللباس المحافظ في الأماكن العامة.
ويدافع منشئو الحساب عن صورهم والفكرة من وراء إطلاق الحساب على إنستغرام بالقول: “غيرنا الطريقة التي ينظر فيها العالم إلينا.” وكتب بعضهم قائلاً: “الناس في إيران لا يستخدمون الجمال كوسيلة تنقل، ولكن اختار بعضهم استخدام الخيول الإيطالية والألمانية.”
وقال خبير وسائل الإعلام الاجتماعية والمؤلف المشارك في كتاب “كيف تكسب المال من خلال مواقع التواصل الإجتماعية” جايمي تيرنر إن “هناك جهات محافظة في إيران ستغضب لرؤية هذه الصور التي تظهر فتيات بالبيكيني وأشخاص يشربون الكحول،” مضيفاً أن “هذه الصور تعبر عن تمرد الشباب ضد الأعراف الاجتماعية التي تربى هؤلاء عليها.”
وأوضح تيرنر أنّ “موقع إنستغرام يعتبر منصة للأشخاص الذين يعيشون في بيئات اجتماعية وسياسية مكبوتة، إذ يتيح إليهم إبداء رأيهم بحقوقهم ورفع الصوت ضد القيم الاجتماعية والثقافية التقليدية الموروثة عن آبائهم.”
ويذكر، أن حساب “أبناء طهران الأثرياء” أغلق في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بعد مرور شهر على إطلاقه، ولكن أطلقت العديد من الحسابات المشابهة الفعالة التي تستقطب آلاف المتابعين.
ورغم أن الحكومة الإيرانية حاولت حظر الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي سابقاً، إلا أنه لا يوجد دليل على محاولتها إغلاق هذا الحساب.
وأكدّ متحدث باسم إنستغرام أن الحساب لم يعد فعالا، ولم يدل بمزيد من التعقيب بهذا الشأن، مشيراً إلى ضرورة العودة إلى سياسة إنستغرام التي تشتمل على قواعد قانونية تحظر نشر صور غير مصرّح بها.
وينص محتوى السياسة الخاصة بالموقع على التالي: “لدى تلقي ادعاء بالاعتداء على حقوق الملكية الفكرية، نتخذ الإجراء المناسب، والذي يمكن أن يشتمل على إزالة المحتوى.”
واستطاع حساب “أبناء طهران الأغنياء” أن يطفو على السطح من جديد تحت اسم جديد بعدما حذفت الأحرف الثلاثة الأخيرة من كلمة طهران، بالإنكليزية.
وفي الوقت الذي تبقى فيه هوية مؤسس الحساب لغزاً، أرسلت شبكة CNN رسائل إلى البريد إلكتروني المدرج في الحساب. وقالت إحدى الردود: “نحن نضع حياتنا في خطر بسبب هذا الحساب.” وعندما توجهت الشبكة بالسؤال إلى مؤسسي الحساب فيما إذا قاموا بنشر المحتوى دون إذن من أحد، أتى الرد: “تعتقدون أنكم تتمتعون بالذكاء، أليس كذلك؟ لا تعليق.”