وجّهت إيران مذكرة احتجاج إلى أذربيجان، حيث استدعت أمس الأحد وزارة الخارجية الإيرانية، جافنشير أخوندوف، سفير أذربيجان لدى طهران، وسلّمته مذكرة الاحتجاج، بحسب ما تداولته اليوم وسائل إعلام أذربيجانية.
وتسليم المذكرة كان إشارة احتجاج من السلطات الإيرانية على تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير أذربيجان الجنوبية، لفعالية قبل أيام في العاصمة الأذرية باكو، ناقشوا خلالها قضية أذربيجان الجنوبية.
وأعرب عباس أراشكي، نائب وزير الخارجية الإيراني، خلال تسليمه مذكرة الاحتجاج للسفير الأذربيجاني، عن غضب طهران من عدم منع السلطات الأذربيجانية لمثل هذه الفعاليات.
وكان بعض أعضاء مجلس النواب الأذربيجاني، خلال جلسة للبرلمان في فبراير/شباط العام الماضي، طالبوا بتغيير اسم الدولة من أذربيجان إلى أذربيجان الشمالية، كما طالبوا بإجراء مراجعة قانونية لمعاهدات تاريخية منحت روسيا وإيران الحالية سيطرة على مناطق يعتبرونها أذربيجانية.
كما طالب رئيس حزب الجبهة الشعبية لأذربيجان الموحّدة المعارض قدرت حسن غولييف بإجراء مراجعة قانونية لمعاهدتي غوليستان وتركمانشاي الموقعتين بين روسيا وبلاد فارس بتاريخ 24 تشرين الأول/أكتوبر من عام 1813، و22 شباط/فبراير من عام 1828، انطلاقاً من أن أذربيجان خسرت مناطق واسعة ذهبت السيطرة فيها إلى كل من روسيا وبلاد فارس.
وجاء اقتراح تعديل اسم الدولة بإضافة كلمة “شمالية” لتغدو جمهورية أذربيجان الشمالية ليحمل نوعاً من الضغوط الإضافية المباشرة على طهران؛ “لأن ثلثي أراضي أذربيجان (التاريخية) يقع داخل حدود إيران الحالية، وحظي هذا الاقتراح بتأييد عدة نواب”.
وأشار أحد النواب الأذريين إلى أنه في العالم هناك العديد من الأمثلة المشابهة مثل كوريا الشمالية والجنوبية وقبرص الشمالية والجنوبية، وسيكون من المستحسن لو أن أذربيجان كدولة مقسمة تم تسميتها أذربيجان الشمالية.
وبحسب معاهدة غوليستان التي وقعت في عام 1813 بين روسيا وبلاد فارس، في منطقة غوليستان (كاراباخ الحالية) بعد نهاية الحرب الروسية الفارسية (1804 – 1813) اعترفت فارس بسيطرة روسيا على داغستان ومناطق قوقازية واسعة بينها أجزاء في أذربيجان الحديثة.
ثم جاءت بعد ذلك معاهدة توركمانشاي التي تم توقيعها في 22 فبراير عام 1828، في منطقة تركمانشاي التاريخية بالقرب من تبريز الحالية، وتم التأكيد فيها على ما جاء في معاهدة غوليستان، وكذلك انسحبت روسيا من خانات ناخشيفان ويرفان.
وإيران التي تربطها علاقات تاريخية وثقافية عميقة مع أذربيجان، يشتبه دوماً في محاولاتها إثارة المشاكل لباكو، سواء من خلال الاحتجاجات عن طريق المسلمين الشيعة، أو عن طريق إجراءات أكثر جدية، مثل محاولة الاغتيال الأخيرة للسفير الإسرائيلي في أذربيجان ميخيائيل لوتوما.
ونشرت صحيفة “تايمز” البريطانية في 11 فبراير الماضي أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد يقوم من أراضي أذربيجان بجمع المعلومات عن إيران.
وكشفت إيران أكثر من ذلك، حين أعلنت أن عملاء الموساد في أذربيجان يضعون الخطط لتصفية علماء الذرة الإيرانيين، ونفت أذربيجان هذه الاتهامات، ووصفتها بالكاذبة وبأنها مجرد افتراء وتشهير.
وفي 21 فبراير الماضي اخترقت المروحيات الإيرانية أجواء أذربيجان بالقرب من مدينة استارا الحدودية، حسب ما ذكرته وكالة “توران”، ما اعتبرته أذربيجان مبرراً لمواصلة التعاون مع إسرائيل.
وذكر فوفا غول زادة، المستشار الرئاسي السابق في السياسة الخارجية الأذربيجانية، أن مثل هذه الحوادث لا تجبر أذربيجان على أن تنأى بنفسها عن إسرائيل، مشيراً إلى أنه على باكو أن تعمل مع القوى الغربية في حال حدوث أنشطة استخباراتية إيرانية تسبب ضرراً حقيقياً لأمن أذربيجان.
ووفقاً لوجهة نظر غول زادة فإن الضجة التي أثارتها طهران بعد ما نشرته مجلة “تايمز”، تأتي في إطار الضغط على أذربيجان للحدّ من تعاونها مع إسرائيل، ويؤكد سهيل الدين أكبر مدير مركز التعاون الأطلسي في باكو ضرورة تعزيز التعاون الاستخباراتي والأمني مع الولايات المتحدة الأميركية ومع تركيا، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية الأذربيجانية غير قادرة على وضع حد لأنشطة إيران.
الله یساعدنا