اشتدت حدة القتال خارج مدينة سلوفيانسك شرقي أوكرانيا بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لروسيا في مسعى للجيش لاستعادة السيطرة على المعقل الحصين للموالين لروسيا.
وأورد وزير الداخلية اريسون افاكوف مقتل عدد من الاشخاص ينتمون لكلا الجانبين. واضاف ان نحو 8 جنود اوكرانيين اصيبوا جرءا تعرضهم لاطلاق نيران.
ولا تزال أصوات إطلاق النيران تسمع باستمرار تقريبا في ضواحي المدينة.
وأفادت أنباء بتراجع المقاتلين المتمردين الموالين لروسيا خارج مدينة سلوفيانسك أمام هجمات القوات الحكومية الأوكرانية.
وقالت وكالة رويترز إن مركبتي جنود مصفحتين تابعتين للانفصاليين – على الأقل – انسحبتا من منطقة القتال.
وكانت قوات الحكومة قد استولت على برج للاتصالات التليفزيونية في ضواحي المدينة، بينما يتراجع المسلحون المناؤون لها إلى داخل المدينة، حسبما ذكرت وكالة انترفاكس الروسية.
وتزايدت المخاوف مؤخرا من شن القوات الأوكرانية هجوما وشيكا على معاقل الموالين لروسيا في المدينة الواقعة شرقي البلاد، وفقا لمصادر داخل المدينة.
جاء هذا إثر قيام الجيش الأوكراني بقطع الطرق الرئيسية في المدينة الأحد، ليشدد الخناق على المقاتلين المتمردين.
وذكرت مراسلة صحفية من داخل المدينة لبي بي سي، أن السكان يتوقعون اقتحام المدينة.
وكان المتمردون قد أسقطوا طائرتين مروحيتين تابعتين للجيش الأوكراني الأسبوع الماضي في ضواحي سلوفيانسك.
وقالت هارييت سالم، وهي صحفية حرة في سلوفيانسك إن هناك دعما قويا في المدينة للمقاتلين الموالين لروسيا.
لكنها أضافت أن السكان يشعرون بقلق متزايد، من أن القوات التي أرسلتها كييف ستحاول استعادة السيطرة على وسط المدينة.
وتنفذ القوات الأوكرانية حاليا عمليات تصفها حكومة كييف بأنها “لمكافحة الإرهاب” في شرق أوكرانيا لتستعيد السيطرة على المباني الحكومية، التي استولى عليها الموالون لروسيا.
وقال رئيس وزراء أوكرانيا أرسيني ياتسينيوك، بعد يومين من أحداث العنف في مدينة أوديسا الساحلية التي أسفرت عن مقتل العشرات، إن روسيا تنفذ خطة “لتدمير أوكرانيا وكيانها كدولة”.
وكان بضعة آلاف من المؤيدين لوحدة أوكرانيا، ارتدى بعضهم أقنعة وحملوا الهروات، قد نظموا مسيرة في أوديسا الأحد الماضي، قبل التوجه إلى مقر الشرطة الإقليمية.
وردد المتظاهرون النشيد الوطني الأوكراني، أثناء مسيرتهم إلى مبنى نقابة العمال، وأعادوا رفع علم أوكرانيا، الذي أحرقه موالون لروسيا السبت الماضي.
وأطلقت الشرطة الأحد سراح أكثر من 60 شخصا، ألقي القبض عليهم في أوديسا بعد أعمال العنف التي وقعت الجمعة.
وجاء إطلاق سراح هؤلاء بعد مهاجمة محتجين لمركز الشرطة الرئيسي في المدينة.
وحاصر بضعة مئات من الموالين لروسيا المقر الرئيسي للشرطة، وحطموا الأبواب والنوافذ.
وخلفت الصدامات التي وقعت الجمعة أكثر من 40 قتيلا، غالبيتهم انفصاليون موالون لروسيا لقوا حتفهم في حريق بأحد المباني.
واتهم رئيس وزراء أوكرانيا الشرطة بالفشل في منع الاضطرابات التي وقعت الجمعة، كما اتهم روسيا أيضا بتغذية العنف.
وقال: “هدف روسيا كان تكرار ما فعلته في شرق أوكرانيا في أوديسا مرة أخرى”.
وأكد ياتسينيوك على أن كييف لم تفقد السيطرة على المنطقة بأكملها.
وقال إن الكثير سيتوقف على السكان المحليين وإن كانوا سيدعمون السلام والاستقرار، أم سيدعمون من ترعاهم روسيا.
وتعاني أوكرانيا من الاضطرابات منذ الإطاحة بالرئيس السابق فيكتور يانكوفيتش، على يد محتجين موالين للغرب، في فبراير/ شباط الماضي.
وأعلنت روسيا بعد ذلك ضم شبة جزيرة القرم، التي كانت جزءا من أوكرانيا، لكن تقطنها أغلبية تتحدث الروسية، وهي الخطوة التي أثارت استياء دوليا.
وانتشرت الحركة الانفصالية في شرقي روسيا، حيث تتهم موسكو بدعم موالين لها فرضوا سيطرتهم على مبان حكومية في عشرات المدن.
وعلى الرغم من موجات العنف الأخيرة فإن أوكرانيا تعتزم إجراء انتخابات رئاسية في 25 مايو/أيار المقبل.