أنهى القضاء الأمريكي الاثنين قضية مثيرة للجدل بإصداره أحكاما قاسية بحق أربعة من العناصر السابقة في شركة “بلاكووتر” للخدمات الأمنية على خلفية عملية إطلاق النار التي تورط فيها عناصر الشركة في “ساحة النسور” بالعاصمة العراقية بغداد عام 2007 وأدت إلى قتل 17 مدنيا عراقيا وتسببت بموجة من الاحتجاجات الدولية.
وأصدرت المحكمة حكمها بسجن أحد المتهمين مدى الحياة، بينما صدرت أحكام سجن لمدة 30 سنة بحق الآخرين، وذلك بعدما أدانتهم لجنة من المحلفين في اكتوبر/تشرين الأول الماضي في أعقاب محاكمة طويلة شهدت مثول 30 شاهدا سافروا من العراق للإدلاء بشهاداتهم التي أكدوا فيها قيام المتهمين بـ”إطلاق نيران الرشاشات الثقيلة وبنادق القصف وقاذفات القنابل اليدوية باتجاه الأطفال والنساء والرجال الأبرياء” وفقا لوثائق القضية.
وجاء الحكم الأقسى بحق نيكولاس سلاتون، الذي أدين بارتكاب 13 جريمة قتل و17 محاولة قتل، في حين صدرت أحكام السجن لثلاثة عقود بحق كل من بول سلوت وإيفان ليبرتي ودستن هيرد، علما أن شركة “بلاكووتر” حاولت الدفاع عن عناصرها خلال المحاكمة بالقول إن موكبهم تعرض للهجوم في بغداد مشككة بشهادات الشهود عبر القول بأنها مفبركة.
ومن بين الشهادات التي استمتعت إليها المحكمة ما أفاد به المحامي حسن جابر، الذي قال: “كان منظرا مرعبا.. كل من حاول الفرار من سيارته تعرض لإطلاق النار.. كل من كان في ساحة النسور تعرض لإطلاق النار، النساء والأطفال والشبان.. لقد أطلقوا النار على الجميع.”
وكانت شركة “بلاكووتر” قد فقدت بسبب ذلك الحادث عقدها الأمني في العراق لحماية موظفي وزارة الخارجية الأمريكية، والذي كانت قيمته تبلغ مليار دولار، وذلك بعدما رفضت الحكومة العراقية تجديد رخصة عملها. وعمد ملاّك الشركة بعدها إلى بيعها وتغيير اسمها ليتحول إلى “ACADEMI” لخدمات الأمن والتدريب.