احتفل مساء أمس الرئيس الأمريكى، باراك أوباما مع عدد من المسلمين الأمريكيين بحفل الإفطار السنوى الذى أقيم بالبيت الأبيض، وقال فى كلمته إن رمضان هو وقت للتدبر والتأمل، ولتذكر أن الانضباط والتفانى هما جوهر الحياة العامرة بالإيمان.
كما تطرق إلى الوضع فى غزة، مؤكدا أن الأمريكيين يهتمون اهتمامًا عميقًا بما يحدث بين إسرائيل وغزة، وأن هدفهم كان ولا يزال هو السلام والأمن لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأضاف أوباما، وفقا لبيان وزعته السفارة الأمريكية اليوم، أن رمضان يذكرنا بما يتشاركه العالم من قيم السلام والإحسان، وأهمية الأسرة والمجتمع “والأمر بأن نحب بعضنا بعضًا، وأن نتمسك بالعدل، وأن نرعى الأقل حظًا بيننا- هذه هى الخيوط المشتركة فى تقاليد أدياننا”، على حد قوله.
وأكد أوباما أن أحد الأمور الأساسية لطبيعة الولايات المتحدة هى الحرية الدينية- أى الحق فى ممارسة الدين كما نختار، و”تغيير عقيدتنا إذا اخترنا، أو عدم ممارسة أى دين على الإطلاق، وأن نفعل أيًا من هذه الأمور دون خوف.. وعلينا جميعًا واجبٌ للقيام بدورنا لمساعدة الآخرين فى التغلب على العوائق، وتصحيح الظلم المتمثل فى عدم المساواة، ومساعدة المزيد من إخوتنا المواطنين على المشاركة فى وعد أمريكا”.
واستشهد أوباما بقول “إن الله فى عون العبد ما دام العبد فى عون أخيه”، ليؤكد على أهمية التعاون.

7
ومن ناحية أخرى، أكد أوباما أن الوقت الحالى بصفة خاصة يشكل وقتا عصيبا فى الشرق الأوسط، ففى سوريا يواصل نظام الأسد أعماله الوحشية ضد الشعب السورى، ولذا فالولايات المتحدة تواصل مساعدة السوريين على التصدى للأسد والتعامل مع الأزمة الإنسانية وردع المتطرفين، وفى العراق تسعى هجمات داعش على المدنيين وتدميرها للمواقع الدينية لإذكاء التوتر الطائفى، تواصل الحكومة الأمريكية تشكيل حكومة جديدة يمكن أن توحد صفوف العراقيين وتبين لجميع الطوائف فى العراق أنه بمقدورها أن تعمل على تحقيق تطلعاتها من خلال عملية سياسية.
وحول موضوع منفصل، اعتبر أوباما أن الصور التى نراها فى غزّة وإسرائيل، كلا على حدة، تنفطر لها القلوب، قائلا “إن الناس هنا فى الولايات المتحدة يهتمون اهتمامًا عميقًا بما يحدث هناك، وإننى أعلم أن هناك وجهات نظر قوية، وكذلك اختلافات، حول كيف يجب علينا أن نمضى إلى الأمام؛ وهذا جزء من الديمقراطية الأمريكية، إننا نرحب بهذا النقاش والجدل لأنه يجعلنا أقوى”.
وأوضح أن هدف الولايات المتحدة كان ولا يزال هو السلام والأمن لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، “وإننى أقول لكم بكل وضوح إنه ما من بلد يمكن أن يتقبّل أن تطلق الصواريخ بصورة عشوائية على مواطنيه. إذن، نحن واضحون تمامًا فى موقفنا بأن لإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها ضد ما اعتبره هجمات لا مبرر لها من جانب حماس”. وفى الوقت ذاته، وبالإضافة إلى الأزمة الإنسانية فى غزة التى نعمل جاهدين ومنذ زمن طويل على التخفيف منها، فإن الوفيات والإصابات بين صفوف المدنيين الفلسطينيين تشكّل مأساة؛ ولهذا السبب، أكدنا على ضرورة حماية المدنيين بصرف النظر عن هويتهم، أو أين يعيشون.
واعتبر أن المزيد من التصعيد لا يفيد أحدًا، وعلى الأخص الشعبين الإسرائيلى والفلسطينى، مشيرا إلى أن الأمريكيين سيواصلون بذل كل ما فى استطاعتهم لتسهيل العودة إلى وقف إطلاق النار الذى تم التوصل إليه فى 2012، ومما يشجعنا أن مصر قدمت اقتراحًا لتحقيق هذا الهدف الذى نأمل فى أن يمكّن من استعادة الهدوء الذى نسعى إليه، غير أن الوضع فى غزة بصورة أعم يذكّرنا مجدّدًا بأن الوضع القائم غير مستدام، وأن السبيل الوحيد للأمن الحقيقى هو السلام العادل والدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث تتم تسوية الخلافات سلميًّا وبطرق تحترم كرامة الجميع.
وأكد “هنا فى الوطن، وحتى مع كوننا متيقّظين لصون أمننا، فإن علينا أن نظلّ أوفياء لأسمى مثلنا، ففى الولايات المتحدة الأمريكية، ليس هناك مكان للانقسامات الزائفة بين الأعراق والأديان. كلنا أمريكيون، وكلنا متساوون فى الحقوق والكرامة؛ ومن المحظور إطلاقًا استهداف أى كان أو الانتقاص من قدره بسبب دينه، وهذا أيضًا ما الذى يجعلنا أقوى”.
وختم كلمته قائلا إنه “فيما نحتشد هذا المساء للاحتفال برمضان، فلنجدّد التزاماتنا تجاه بعضنا البعض، ولنفعل مثلما فعلت كيلى ومحمد وآلاء، ولننهض بجيراننا حتى يتسنى للمزيد من الناس أن يتقاسموا الحلم الأمريكى، دعونا نلزم أنفسنا- كدول وكأفراد- بالسعى إلى تحقيق السلام الذى نبتغيه لكوكبنا، ولنتذكّر أنه مهما كانت ديانتنا، فنحن عباد الله الذى أمرنا بالتواصل والتراحم مع إخواننا وأخواتنا، بارككم الله جميعّا، وليبارك المولى أمريكا، ونتمنى لكم ولعائلاتكم رمضانًا مباركًا”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. موقفك وموقف كل رئيس امريكي من اسرائيل متفهم كون ان دولتكم امريكا تأسست تماما كما اسرائيل على دماء وارواح شعب الهنود الحمر… لكن فلسطين واهلها باقون وسيظلون شوكة في حلوقكم

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *