العربية – لم تأت مباحثات وزيري الخارجية الأميركي والروسي بجديد، وأجلت أي خرق في حل الأزمة السورية إلى لقاء أوباما بوتين المقرر على هامش اجتماع دول الثمانية.
في غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه رغم وجود أدلة على استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا إلا أنه لا يمكن أن يتخذ قراراً بشأن ذلك إلا إذا توفرت أدلة دامغة وتحليلات مؤكدة، مشيراً إلى أنه يتأنى في اتخاذ قراراته، لكنه يفي بالتزاماته ولو بعد حين.
وأضاف أوباما: “ما قلته هو إن لدينا أدلة تشير إلى استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، لكنني لا أتخذ قرارات بناء على انطباعات ولا يمكنني بناء تحالفات دولية على تصورات. لقد فعلنا ذلك سابقاً ولم تفلح، لذلك نريد أن نكون متيقنين من امتلاكنا أفضل التحليلات، ومن أننا نتحرك واثقين. أود فقط أن أشير إلى أنه خلال فترة رئاستي قلت في عدة مناسبات إنني سأفعل شيئاً وبعدها وفيت بما قلت، في وقت كان البعض يتحدث عن سبب التأني في الإيفاء بما وعدت، لكن في نهاية الأمر أوفيت بما قلته، سواء كان ذلك بما يتعلق ببن لادن أو القذافي، ويتذكر المجتمع الدولي أننا أوفينا بالتزاماتنا في نهاية المطاف”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أعلن خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الأميركي جون كيري أن موسكو وواشنطن اتفقتا على إيجاد حل سياسي للنزاع في سوريا والعمل على عقد مؤتمر دولي حول سوريا بحلول نهاية الشهر الجاري.
واعتبر أن انتصار المعارضة في سوريا، والتي وصفها بالجماعات المتطرفة، من شأنه تفكيك البلاد.
من جهته حذر كيري من فوضى عارمة في سوريا مع حملات تطهير عرقي إذا لم يتم التوصل لحل سياسي.
واتفق مع لافروف على أن تكون معاهدة جنيف هي المسار السياسي للحل في سوريا.
وأشار كيري إلى أن قرار تسليح المعارضة مرتبط بتوفر أدلة على استخدام النظام لأسلحة كيماوية.
اعتبرت الأوساط السياسية الروسية أن التسوية تتطلب خطة عمل واضحة ترى كافة الأطراف المعنية لها مصلحة في تنفيذها.
بنيامين بابوف، مدير مركز حوار الحضارات، أكد أن هذه المحادثات تعبر عن جدية الأطراف الدولية في التوصل لرؤية مشتركة تساعد على حل الأزمة، وأن الحل يبدأ بالحوار بين أطراف النزاع السوري.
واعتبر فريق من المحللين أن المحادثات على مستوى وزراء الخارجية لا تسفر عن نتائج خارقة، لكن أهمية لقاءات كيري تكمن في أنها تعد الأجواء لقمة بوتين أوباما التي يمكن أن تتوصل إلى خطة عمل مشتركة لتسوية الأزمة السورية.
ويسود اعتقاد في موسكو أن محادثات كيري مع الرئيس الروسي ونظيره لافروف كانت خطوة هامة لاستئناف الحوار الروسي الأميركي بهدف تقريب مواقف البلدين إزاء تسوية الأزمة السورية، وتأمل الأوساط السياسية أن تكون هذه المحادثات البداية لإزالة العقبات التي تعطل تفعيل علاقات موسكو وواشنطن.