(CNN)– خلص تحقيق في قضية “انتحار” عميل سابق لجهاز المخابرات الإسرائيلية “الموساد”، داخل أحد السجون شديدة الحراسة، قبل أكثر من عامين، إلى ما وصفه بـ”تقصير أمني”، تسبب في وفاة السجين، الذي كان يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأسترالية، والمعروف باسم “السجين إكس.”
وأكد تقرير، أعدته قاضية التحقيق بظروف اعتقال ووفاة السجين بن زغير، في سجن “أيالون”، دافنا بلاتمان، تم نشره كاملاً صباح الخميس، أن هناك “أدلة مفترضة على أن تقصيرات لجهات مختلفة في مصلحة السجون، تسبب في وفاته.”
كما كشف التقرير أن بن زغير التقى عدة مرات مع طبيب نفساني، وروى له أنه حاول الانتحار مرتين في الماضي، وبالتالي تم تشخيصه كمن يميل إلى الانتحار، فيما أقرت اخصائية اجتماعية التقت به، بأنه كان يعاني من “ضائقة نفسية”، وأوعزت إلى مصلحة السجون بمراقبة تحركاته كل نصف ساعة.
وجاء في التقرير، الذي أوردت الإذاعة الإسرائيلية مقتطفات منه الخميس، أن زوجة زغير وابنته جاءتا لزيارته في السجن، صبيحة اليوم الذي أقدم فيه على الانتحار، وأنه كان منفعلاً، وأخذ يبكي بعد هذا اللقاء، كونه تلقى بلاغاً صعباً من زوجته، حسب رواية السجان المسؤول.”
كما أشار التقرير إلى أنه تم إبلاغ الاخصائية الاجتماعية بذلك، ولكنها لم تعتبر ذلك حادثاً استثنائياً، نظراً لأن زغير شوهد في حالة مماثلة عدة مرات في الماضي، وبالتالي لم تصدر تعليمات خاصة بهذا الشأن.
ونقل الراديو الإسرائيلي عن التقرير أنه تم التحقيق مع 10 من الضباط والسجانين في سجن “أيالون”، للاشتباه فيهم بالإهمال، في أعقاب إقدام بن زغير على الانتحار.
وأكدت القاضية بلاتمان، التي قادت التحقيق في القضية، رفضها لموقف الدولة المطالب بإغلاق ملف التحقيق، دون تحديد الجهة المسؤولة عن وفاة السجين، وقالت إن التقيد الكامل بأنظمة مراقبة تحركات زغير كان سيمنع انتحاره.
وأبقت السلطات الإسرائيلية قضية انتحار “السجين إكس” في طي الكتمان لأكثر من عامين، إلى أن كشفت عنها تقارير إعلامية مؤخراً، مما أثار جدلاً واسعاً في الدولة العبرية، امتدت تداعياته إلى أستراليا، وعدة دول أخرى.