وسط مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق دولي بشأن البرنامج النووي الإيراني تستكمل في مدينة جنيف جولة ثالثة من المباحثات بين إيران ومجموعة (5+1)، التي مددت ليوم ثالث حيث تداعى على عجل وزراء خارجية المجموعة بهدف حسم ذلك الملف، الذي يهدد باندلاع حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط.
واثارت الأنباء عن قرب التوصل الي اتفاق حفيظة إسرائيل التي اكد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أن إيران حصلت على «صفقة القرن» فيما سارع الرئيس الاميركي باراك أوباما الى تهدئته عبر اتصال هاتفي به الهدف منه «بحث مسألة ايران والجهود التي نبذلها من اجل التوصل الى حل سلمي» بحسب ما أعلن البيت الابيض ليل أمس.
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه لا تزال هناك فجوات مهمة ينبغي سدها في المحادثات مع إيران بخصوص الحد من برنامجها النووي.
وبدأ كيري محادثات مع نظيره الإيراني لمحاولة التوصل إلى اتفاق مبدئي.
وقال كيري للصحفيين بعد فترة وجيزة من وصوله إلى جنيف مهونا من التوقعات بحدوث انفراجة «أود التأكيد على أنه لا يوجد اتفاق في الوقت الحالي.»
ولم يتم الإعلان عن تفاصيل الاتفاق المرتقب، لكن من المتوقع أن تجمد إيران بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم مقابل رفع بعض العقوبات الدولية المفروضة عليها في ما يتعلق ببرنامجها النووي.
وأشارت إيران إلى خلاف كبير بعد ذلك حيث قال عضو فريق مفاوضيها مجيد تخت روانجي لوكالة مهر للأنباء إن العقوبات النفطية والمصرفية المفروضة على طهران يجب تخفيفها في المرحلة الأولى من أي اتفاق.
وفي منتصف الجولة الثانية من المفاوضات، انضم كيري إلى نظرائه من القوى العالمية الست في جنيف للمساعدة في إبرام اتفاق مبدئي في الوقت الذي تحذر فيه إسرائيل من أنهم يرتكبون خطأ تاريخيا.
وقال دبلوماسيون إنه لا يزال من غير المؤكد حدوث انفراجة وإنها لن تشكل على أي حال أكثر من مجرد خطوة أولى في عملية طويلة ومعقدة نحو حل دائم يبدد المخاوف الدولية من احتمال سعي إيران لامتلاك وسائل صنع أسلحة نووية.
لكنهم قالوا إن وصول كيري ووزراء الخارجية البريطاني وليام هيغ والفرنسي لوران فابيوس والألماني جيدو فسترفيله يشير إلى أن القوى الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا ربما يكونون أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق طال انتظاره مع إيران.
وقالت مصادر دبلوماسية إن من المتوقع أن ينضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى المحادثات اليوم في علامة على أن المحادثات تسير في طريقها الصحيح.
وبدأ كيري الذي أرجأ زيارته للجزائر والمغرب للسفر إلى جنيف اجتماعا ثلاثيا مع كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ووزير خارجية إيران محمد جواد ظريف.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية إن كيري ملتزم «ببذل كل ما بوسعه» لتضييق هوة الخلافات مع إيران.
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي ان المسائل الكبرى في المفاوضات بشان البرنامج النووي الايراني لم تتم تسويتها بعد.
وقال وزير الخارجية الروسي ان الدول الست الكبرى وايران يمكن ان تتفق على «خارطة طريق» لانهاء الخلاف.
وقال لافروف للصحفيين في موسكو «لا أريد أن أخوض في أي تكهنات لكن هناك فرصة للاتفاق على منهج مشترك موحد بما في ذلك خارطة طريق تنهي هذه المشكلة.»
وفي مقابل التفاؤل الغربي بتحقيق تقدم، قال نتنياهو إنّ إسرائيل ترفض تماما الصفقة المطروحة فى مباحثات جنيف، واعتبر أن إيران حصلت على ما سماها «صفقة القرن» من دون أن يحصل المجتمع الدولي على مقابل.
وأوضح نتنياهو أن الاتفاق المحتمل ليس سببا لإلغاء خيار إسرائيل بتوجيه ضربات عسكرية ضد إيران كوسيلة لوقف برنامجها النووي المثير للجدل، وقال «إسرائيل ليست ملزمة بهذا الاتفاق وستفعل كل ما تراه واجبا للدفاع عن نفسها وأمن شعبها»