دعا مسؤول عسكري بارز في الحرس الثوري الإيراني، الفلسطينيين إلى دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، معللاً ذلك بأن النظام السوري يتعرض لحرب عالمية، على حد تعبيره.

وقال قائد القوات “الجوفضائية” في الحرس الثوري الإيراني العميد أمير حاجي زاده، لقناة “العالم” الإخبارية الإيرانية الناطقة بالعربية، اليوم الاثنين: “إن العلاقة بين الحرس والمقاومة الفلسطينية واللبنانية وثيقة”، داعياً الفلسطينيين إلى الوقوف إلى جانب النظام السوري الذي “لطالما دعم المقاومة”.

وحول علاقة بلاده بحركة حماس، قال حاجي زادة: “نحن نعتقد بأن انتصارات المقاومة كانت نتيجة الانسجام والتنسيق”، معتبراً النظام السوري “يتعرض اليوم لحرب عالمية بسبب دعمه للمقاومة في لبنان وفلسطين”.

وشدد قائد القوة “الجوفضائية” للحرس الثوري الإيراني، الذي لا يخفي تعاونه الواسع مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، على ضرورة “الدفاع عن سوريا التي وقفت مع المقاومة”، داعياً كافة المجموعات الفلسطينية إلى الحفاظ على الوحدة والوقوف مع سوريا.
دعم إيران وحزب الله للنظام السوري

وحول دعم طهران اللامحدود لحليفتها دمشق، اعتبر أن النظام السوري ليس كما كان قبل الأزمة، زاعماً بأنه “حصل على القوة والسمعة”، وأن ما تقدمه “إيران وحزب الله وغيرهما” هو مجرد مساعدة، وليس “الأساس الذي هو الشعب السوري”.

هذا وكان الجنرال محمد اسكندري، قائد فيلق الحرس الثوري بملاير في محافظة همدان، أكد قبل أسبوعين أن الحرب في سوريا هي في واقع الأمر حرب إيران ضد الولايات المتحدة الأميركية، وأن قادة الحرس الثوري جهزوا 42 لواء، و138 كتيبة لمواجهة من وصفهم بـ”الأعداء”، ولم يقدم تفاصيل أكثر حول هذه القوات.

كما سبقه بأسبوع قائد بالحرس الثوري، حسين همداني، الذي كشف عن تكوين 42 لواء و138 كتيبة في سوريا، مؤكداً أنها تقاتل لصالح بشار الأسد، وزعم أن هذه القوات تتكون من عناصر “علوية وسنية وشيعية”، وذلك لدى إعلانه عن تشكيل “حزب الله السوري”.

وشدد حاجي زاده على أن إيران لا تريد حروباً، وأن الغرب والأميركيين يروجون لمشروع التخويف من إيران، بهدف تسويق أسلحتهم لدول المنطقة، وإفراغ خزائن الدول العربية والإسلامية، متسائلاً: ما الذي سوف تستفيده إيران من الحرب، وهم إخواننا.
حزب الله مرتبط بالحرس الثوري

وفي الوقت الذي أكد أن حزب الله اللبناني مرتبط بالحرس الثوري الإيراني، بارك للشعب اللبناني وكافة الدول العربية والإسلامية بما وصفها بـ”ذكرى الانتصار الكبير للمقاومة اللبنانية” على إسرائيل، و”كسر هيمنتها وغطرستها”، مؤكداً أن بلاده “تدعم أي شعب أو دولة تقوم بمواجهة الصهاينة، ومنها حزب الله، الذي يرتبط مع الحرس الثوري”، على حد تعبيره.

وأشار حاجي زاده إلى تصريحات المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، الذي قال من خلالها: “قبل بدء المحادثات (النووية) كان الغرب ينظم ملفات حول حزب الله والصواريخ وغير ذلك بغية وضعها على طاولة المفاوضات النووية، إلا أن إيران لن تدخل في هذا المسار، وعلى الرغم من عدم تفاؤلنا فإنه على الحكومة أن تواصل العملية التفاوضية”.

واستطرد حاجي زاده بقوله إن “الغرب يريد القضاء على القدرات الصاروخية” لإيران، وإن “الولايات المتحدة والدول الغربية لا يستطيعون الدخول في مواجهة مع إيران قوية ومنسجمة ومجهزة”، مشدداً على أن “الصواريخ ليست على جدول التفاوض” بين إيران والغرب، بل العكس، فإن إيران ستزيد من قدراتها الدفاعية والصاروخية”. وفي الوقت نفسه أكد استمرار المفاوضات، إلا أنه قال إنه ليس متفائلاً.
“كنا نتوقع المواجهة مع أميركا”

ولدى إشارته للحرب العراقية الإيرانية، أكد أن بلاده كانت حينها تتوقع حتمية المواجهة مع الولايات المتحدة، فمن هذا المنطلق كانت بدأت العمل من أجل تغيير معادلة القوى، وزعم أنها تمكنت من وقف الآلة العسكرية الأميركية.

وكرر حاجي زاده تصريحات نظرائه في الحرس الثوري، فقلل من قدرات الولايات المتحدة وإسرائيل في مواجهة بلاده، وتابع يقول: “إن الأميركيين لا يستطيعون ارتكاب أي حماقة ضد إيران”، مضيفاً: “نحن نعرف طبيعة الجيش الأميركي وقدراته، ومن دون شك سننتصر في أي حرب يمكن أن تقع بين الطرفين”، إلا أنه لم يستبعد أن تشن إسرائيل الحرب ضد بلاده، محذراً تل أبيب من رد فعل طهران الذي قال إنه سيكون قاسيا،ً ولكن نوه بأن العملية “لن تكون سهلة وبسيطة”.

وفي الوقت الذي ذكر بأن المسؤولين الأتراك قدموا ضمانات لطهران بأن الدرع الصاروخي الأميركي على الأراضي التركية لن يشكل تهديداً لإيران، حذر أنقرة من أنه في حال حصول أي حرب فإن إيران ترصد الدرع الصاروخي ذاك.
إيران تراقب الأميركيين في الخليج

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تؤكد فيه التقارير أن المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى، ومن ضمنها الولايات المتحدة، تسير ببطء، وإن إيران في حالة ترقب للتحركات الأميركية في المنطقة، خاصة بمنطقة الخليج، وبهذا الخصوص قال حاجي زاده إن القوات الإيرانية تقوم بـ”مراقبة شاملة لمياه وأجواء الخليج عبر التصوير”.

وأكد أن بلاده لا يمكن أن تفكر بالإضرار بالدول المجاورة والشقيقة، خاصة الدول العربية، وقد تضررت هي نفسها كثيراً من هجمات الدول الأخرى. وقد استهدفت بالأسلحة الكيمياوية، ولا تريد حروباً، وكل صواريخها وقدراتها العسكرية هي دفاعية، ولن تهاجم بها أحداً، وإنما هي تهدف إلى خلق الأمن والاستقرار، على حد قوله.

وعلى الرغم من تأكيده على القوة العسكرية الإيرانية والأسلحة التي تمتلكها بلاده فإنه اعتبر كل ذلك لا يقارن بما تمتلكه سائر دول المنطقة، قائلاً: “إن ما تقوم بشرائه دول المنطقة من أسلحة لا يمكن مقارنته بما تقوم به إيران”، متهماً الولايات المتحدة والغرب بالترويج للإرهاب الإيراني بهدف تسويق أسلحتها، متسائلاً: ما الذي تستفيد منه إيران من وراء الحرب، فهم إخواننا.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *