نشرت صحيفة “الديلي تليغراف” البريطانية مقالاً لديفيد بلير بعنوان “كيف ربح بوتين الحرب النفسية”. ويبحث بلير في الطرق النفسية التي استخدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الأزمة الأوكرانية، وكيف وظف بوتين نصيحة لينين لأقرانه الثوار للفوز بالمعركة النفسية يبدأ ببث تطمينات من جهة والتحضير لخطوة تصعيدية في الوقت نفسه، الأمر الذي يربك العدو ويجعله في حالة من عدم التوازن.
ورأى بلير أن بوتين برع في استخدام هذه الحيلة النفسية، إذ بادر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى بث أولى التطمينات عند قيام الثورة في أوكرانيا، مؤكداً بأن روسيا لن تتدخل بالشؤون الأوكرانية الداخلية ومعلنة بأن موقفها يهدف إلى “تهدئة الوضع”، إلا أنه وفي خلال 3 أيام، احتلت القوات الروسية شبه جزيرة القرم وتسببت بالأزمة الحالية.
وأضاف: “عمد بوتين إلى نشر آلاف الجنود على الحدود الشرقية الأوكرانية”، مشيراً إلى أن “أوباما أعلن عن قلقه من هذه الخطوة، فما كان من بوتين إلى أن خفف من حدة التوتر وأجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأميركي باراك أوباما قبل أن يبعث بوزير خارجيته للقاء نظيره الأميركي، فما كان من أوباما إلا أن طمأن المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بأن روسيا ستسحب جنودها المحتشدين على الحدود بين البلدين، إلا أن بوتين لم يسحب أي فرد من قواته”.
وختم بلير بالقول إن “القوى الغربية تنتظر الخطوة المقبلة لبوتين، لأنه تارة ما يشعرها بالقلق والخوف، وتارة أخر بتطمينات واهية، إلأ أنه بنهاية المطاف، فإن بوتين يعد الرابح الأكبر في هذه الحرب النفسية”.