أطلق العديد من زعماء التيار الأصولي (المحافظ) تحذيرات بدت جدية من احتمال لجوء الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى الاستقالة إذا رفض مجلس صيانة الدستور تأهيل نسيبه (والد زوجة ابنه) ومدير مكتبه سابقاً اسفنديار رحيم مشائي لخوض الانتخابات الرئيسة المقبلة، بحسب ما نقلت وكالة أنباء مهر شبه الرسمية.
ونقلت الوكالة عن قاسم روانبخش العضو البارز في ( جبهة صمود الثورة الاسلامية) التي تضم أصوليين يقولون إنهم متمسكون بقيم الثورة الإسلامية كما قادها الإمام الخميني الراحل العام 1979، إن هناك توقعات بالفعل أن يستقيل أحمدي نجاد في خطوة لإثارة التوتر وإرباك الجمهورية الإسلامية إذا رفض ترشيح مشّائي الذي يواجه معارضة قوية من تيار الأصوليين الذي يعد رئيس البرلمان علي لاريجاني من أبرز رموزه.
وقال روانبخش في مؤتمر عقدته الجبهة في (زنجان) في سياق الاستعدادات الجارية لاستقبال الانتخابات المقررة في يونيو حزيران المقبل إن أحمدي نجاد مصر على دعم ترشيح مشائي للانتخابات الرئاسية، رغم كل الجدل المثار حوله، ورفضه مباشرة من المرشد علي خامنئي المنتهية، وهو يتوقع رفض تأهيله من قبل مجلس صيانة الدستور امتثالاً لرغبة من خامنئي في هذا الاتجاه.
وكان خامنئي أعلن رفضه تعيين أحمدي نجاد نسيبه مشائي كنائب أول له بُعيد الانتخابات الرئاسية الماضية العام 2009، وهي دلالة توقع روانبخش أن يعمل بها مجلس الصيانة المسؤول عن تأهيل المرشحين لخوض سباق الانتخابات.
ويواجه أحمدي نجاد، الذي تنتهي ولايته الثانية دستورياً في أغسطس آب عند تسلم الرئيس المنتخب رسالة تعيينه رسمياً من المرشد الأعلى، صعوبات جمة مع حلفائه السابقين الذين دعموه في الانتخابات الماضية، خصوصاً الحرس الثوري الذي تظهر تصريحات قادته إصراراً على التدخل في العملية السياسية، ولعب دور مفصلي في الانتخابات.
وأعلن الكثير من زعماء التيار المحافظ انقلابهم على أحمدي نجاد إذ يصف الأصوليون الحلقة المقربة من الرئيس بالتيار المنحرف بزعامة نسيبه مشائي.
وكرر الرئيس الإيراني (يوم الأحد) في خطاب استقبال السنة الإيرانية الجديدة التي تبدأ يوم 21 من هذا الشهر كلمة (الربيع) ثلاثين مرة واصفاً مشائي بأنه رجل الربيع الإيراني، وكأنه يطلق إشارة الحملة الانتخابية لخليفته المنتظر، بما يعتبره خصومه مخططاً لتكرار تجربة فلادمير بوتين – ديمتري ميدفيدف في روسيا.
وقبل أحمدي نجاد كان مشّائي أرسل إشارات إلى أن تيار الرئيس غير مستعد للتخلي عن هذه السلطة مهما كلف الأمر، وقد ردد مشائي عند عودته من القاهرة بعد حضوره، رفقة أحمدي نجاد، القمة الإسلامية شعار “زنده باد بهار” أي “يحيا الربيع”، وكرره أحمدي نجاد في ذكرى الثورة (فبراير شباط)، ما يؤكد المخاوف من أن تشهد البلاد توترات خطيرة عبرت عنها تصريحات أخرى لقادة كبار في الحوزة الدينية والحرس الثوري، منهم ممثل المرشد الأعلى في الحرس الثوري حجة الإسلام علي سعيدي، عندما قال: «نادمًا» لصحيفة «اعتماد» الإيرانية «أقرُّ بأنني ساندت أحمدي نجاد سابقًا، لكننا لم ندرك بشكل دقيق ما يدور في ذهنه، أو ما يريد فعله مستقبلاً، وهو يستخدم الآن شعارات مختلفة عن تلك التي كان يستخدمها سابقًا».