قدم الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش اعتذارا على الجرائم التي ارتكبت ضد مسلمي البوسنة، تلك الجرائم التي وقعت باسم صربيا وباسم الشعب الصربي إبان الحرب في البوسنة والهرسك في الفترة ما بين 1992 و 1995.
وقد أدلى نيكوليتش بهذا التصريح في حوار صحفي مع قناة “في إن تي” البوسنية، سيتم بثه يوم 7 مايو/أيار القادم، في حين أذاعت وسائل الاعلام اليوم الخميس 25 ابريل/نيسان إعلان هذا الحوار.
وأعلن الرئيس أنه يعتزم زيارة مدينة سربرنيتشا الواقعة في شرق البوسنة والهرسك والتي شهدت في يوليو/تموز من العام 1995 تطهيرا عرقيا شاملا ضد مسلمي البوسنة.
وتشير تقديرات الخبراء الدوليين إلى مقتل 8 آلاف من المسلمين الرجال والأطفال الذكور بعدما وقعت المدينة تحت سيطرة تشكيلات صرب البوسنة المسلحة التي كان يقودها الجنرال راتكو ملاديتش.
وقال نيكوليتش: ” أنا انحني على ركبتي وأطلب العفو لصربيا عن الجرائم التي ارتكبت في سربرنيتشا.
أرجو المسامحة عن الجرائم التي ارتكبها اشخاص بعينهم باسم دولتنا وباسم شعبنا”، رافضا في الوقت نفسه الاعتراف بما حدث في سربرنيتشا كتطهير عرقي.
وبحسب كلام الرئيس الصربي، فإن”التطهير العرقي يحتاج إلى دلائل إثبات”. وأضاف السياسي أن العديد من الأحداث التي وقعت في فضاء يوغوسلافيا السابقة في فترة التسعينيات لها سمات التطهير العرقي.
يشار إلى أن المحكمة الدولية بشأن يوغوسلافيا السابقة والمحكمة الدولية التابعة للأمم المتحدة وصفتا أعمال القتل التي وقعت في سربرنيتشا بانها تطهير عرقي.
هذا، وقد تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948 الاتفاقية الخاصة بالتحذير من التطهير العرقي ومعاقبة مرتكبيه .
ويقصد بالتطهير العرقي كل الأفعال التي ارتكبت بقصد التصفية والتدمير الكامل أو الجزئي لأية مجموعة دينية أو عرقية أو إثنية أو قومية.
وقد قتل حوالي 100 ألف شخص أثناء فترة الحرب في البوسنة والهرسك، جلهم من المسلمين. وكان تعداد السكان في وقت بداية الصراع يشكل زهاء 4 ملايين نسمة.