بعد مفاوضات شاقة وطويلة استمرت أكثر من ثلاث سنوات مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وصل الرهائن الفرنسيون الأربعة المفرج عنهم أمس الثلاثاء، بعد احتجازهم منذ سبتمبر في النيجر، إلى مطار فيلا دوكبلاي العسكري شمال العاصمة الفرنسية باريس. وحسب مصدر قريب من المفاوضين النيجريين فإن “بين 20 و25 مليون يورو” دفعت للتوصل إلى عملية الإفراج.
وقال هذا المصدر إن هذا المبلغ استخدم لدفع مبالغ إلى الخاطفين والوسطاء الذين يتحركون على الأرض ولعبوا دورا مهما للتوصل إلى إطلاق سراح المخطوفين.
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كان في استقبال الرهائن الفرنسين المطلق سراحهم وقال وهو يتوسطهم في مطار كوبلاي “إنه يوم سعيد لفرنسا بوصول الفرنسيين الأربعة إلى بلدهم وعائلاتهم، وأكد أن المفاوضات مع ممثلي “أكمي” كانت طويلة وصعبة وشكر الرئيس النيجيري على مساعدته للفرنسيين الأربعة الذين أصبحوا أحرارا وهم الآن بين عائلاتهم, وأضاف أن فرنسا ما زالت تنتظر لكي تكتمل فرحتها بعد أن يتم الإفراج عن باقي الرهائن الأربعة في سوريا واثنان في الساحل وواحد في النيجر.
وبدا الرجال الأربعة الذين خطفوا في 16 سبتمبر 2010 في صحة جيدة رغم نحالتهم وتغيير بعض ملامحهم واستقبلتهم عائلاتهم بالدموع والعناق الطويل .
نقلوا إلى مستشفى “فال دي غراس” العسكري
الرهائن المحررون لم يصرحوا بأي شيء للإعلام رغم تكرار الأسئلة واكتفوا بالتحية والاعتذار، وهنا بادر الرئيس الفرنسي لكي يعتذر نيابة عنهم بسبب الإرهاق والتعب ولابد لهم أن يرتاحوا قبل أن يتحدثوا. ثم غادروا المطار العسكري بعد عزلهم عن عائلاتهم إلى مستشفى “فال دي غراس العسكري” لمعاينتهم طبيا .
أهالي الرهائن المحررين عبروا عن سعادتهم بهذا الإفراج عن أبنائهم وقالت كريستين شايو شقيقة مارك فيريه إنه يوم سعيد ومهم في تاريخهم العائلي وتاريخ فرنسا وتمنوا لبقية الرهائن الذين ما زالوا مختطفين أن يعيشوا هذه اللحظات السعيدة بعد الإفراج عنهم، لأنه يوم مهم لحريتهم ولعائلاتهم التي تعيش ظروفا صعبا خوفا على أبنائهم من المجهول.
الجزائر وقطر لعبتا دورا في تحرير الرهائن
من جهتها نشرت صحيفة الوطن الجزائرية الناطقة باللغة الفرنسية في نسختها ليوم الأربعاء مقالا كشفت فيه عن الدور الذي يعتقد أن الجزائر وقطر قد لعبتاه في عملية المفاوضات التي أدت إلى الإفراج عن الرهائن الفرنسيين الأربعة الذين قضوا ثلاث سنوات محتجزين في النيجر بعد اختطافهم في 2010 من قبل “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.
وحسب صحيفة “الوطن” فإن “القطريين الذين تربطهم علاقات طيبة مع العديد من الجماعات السلفية في سوريا وليبيا، دخلوا قبل شهرين في اتصالات مع قادة جماعة أنصار الدين بطلب من الفرنسيين”، حسب ما أكده مصدر أمني جزائري للصحيفة.
ورغبة منها في إظهار حسن نيتها في مقابل ذلك، قامت السلطات المالية بإيقاف عمليات البحث عن 20 مقاتلا من جماعة “أنصار الدين” أضاف المصدر. إجراء يعتقد أنه أقنع الزعيم السابق للمتمردين الطوارق بتحريك شبكته واتصالاته من أجل الإفراج عن الرهائن الفرنسيين الأربعة.
هولاند يعلن من سلوفاكيا عن الإفراج عن الرهائن
وكان الرئيس الفرنسي قد أعلن من براتيسلافا في إطار زيارته الرسمية إلى سلوفاكيا عن الإفراج عن الرهائن الفرنسيين الأربعة الذين يعملون لحساب مجموعة اريفا واحد فروع فينشي وخطفوا في ارليت بالنيجر على يد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي “أكمي”، ووصلوا الثلاثاء إلى مطار نيامي بعد ثلاث سنوات في الاحتجاز.
الاتحاد الأوروبي يرحب
وسارعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى الترحيب بهذا الإفراج وشكرت السلطات النيجرية “لمساهمتها الحاسمة” في هذه الخاتمة السعيدة.
وقالت آشتون “تلقينا بفرح وارتياح إعلان الرئيس فرنسوا هولاند الإفراج عن المواطنين الفرنسيين الأربعة الذين كانوا محتجزين رهائن في النيجر”.
وأضافت “أن الاتحاد الأوروبي ما زال مصمما على مواصلة دعمه لبلدان المنطقة في مكافحتها الإرهاب من خلال استراتيجيته للأمن والتنمية في الساحل”.