أعلنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد كبرى الحركات الطارقية في مالي والمسيطرة على منطقتي كيدال ومينكا، عن استعدادها الرسمي للدخول في مفاوضات مع مالي، مطالبة بتعجيل فتحها، ومعلنة احترامها لوحدة مالي، في تطور جديد في مواقف الحركة التي أعلنت استقلال إقليم أزواد من جانب واحد منذ الثاني عشر من إبريل 2012.
وقالت الحركة في بيان صحافي وقعه أمينها العام بلال أغ شريف، إنها تجدد التزامها بحماية الشعب الأزاودي بجميع أطيافه، وكذلك جاهزيتها لدعم أي تحقيق دولي محايد في الجرائم التي تم ارتكابها في أزواد، بما فيها قضية “أجلهوك” في يناير 2012.
وأكدت الحركة في بيانها الصحافي الذي حصلت “العربية.نت” على نسخة منه، التزامها المبرهن بمكافحة الإرهاب، متحدثة عن مواجهات بينها وبين الحركات الإرهابية خصوصا كتيبة “الموقعون بالدماء” في منطقة “أنفيف” يومي 30 و31 مارس 2013، مشيرة إلى أنها قضت على سبعة عشر (17) إرهابيا خلال هذه المواجهات.
وكشفت الحركة عن تحققها من استمرار الجيش المالي في حربه ضد الشعب الأزوادي بدلا من مكافحة الإرهاب، معتبرة أن ذلك يعكس نيته شن ضربات على مواقع تسيطر عليها الحركة خاصة في “أنفيف” و”تن فادماتا”.
وجددت الحركة المتشكلة من طوارق أزواد مطالبتها بإطلاق سراح من وصفتهم “بالمعتقلين السياسيين المحتجزين في العاصمة المالية باماكو”، مضيفة أن ذلك يشكل “مخالفة للقوانين الدولية”، ومؤكدة اعتقال أحد قادتها ويسمى “عبد الكريم أغ متافا، والذي تم توقيفه من قبل ميليشيات خائنة من الجيش المالي، في الوقت الذي كان في طريقه للقاء ضابط من القوات الفرنسية”. حسب نص البيان.
ودعت الحركة جميع الدول الملتزمة بدعم السلام إلى حمل باماكو على الصواب، مردفة أنها لن تتنازل عن حقها في ما وصفته “بالدفاع الشرعي”، مشيرة إلى أنها “لن تشن أي عمليات عسكرية، لكنها ستدافع عن نفسها عندما تهاجَم”.
فشل في التوصل إلى اتفاق
وقد فشلت مجموعات الأزواديين الموجودة في نواكشوط في التوصل إلى اتفاق بشأن وفد يمثلهم في لقاء مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أثناء وجوده في نواكشوط الأسبوع الماضي.
وقالت مصادر من مجموعات الطوارق الموجود في نواكشوط إن وزارة الخارجية الفرنسية ألغت اللقاء الذي كان مبرمجا بينهم ووزير الخارجية في نواكشوط بعد فشلهم في الاتفاق على وفد يمثلهم، وتنازع عدد من الأطراف أحقية التمثيل.
وتستضيف موريتانيا عشرات الآلاف من اللاجئين الأزواديين عربا وطوارق، كما استضافت العاصمة الموريتانية نواكشوط العديد من قادة الحركات الأزوادية المناوئة لباماكو سواء كانت طارقية كالحركة الوطنية لتحرير أزواد، أو عربية كالحركة العربية الأزوادية.
يذكر أن نواكشط عرفت حراكا دوليا متزايدا خلال الشهرين الأخيرين، وشكلت محورا للحراك الدولي المتابع للتطورات الأمنية في مالي، والمواجهات الدائرة هناك بين الجيش الفرنسي والقوات الإفريقية ومسلحي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والحركات المرتبطة به.