يمثل تهريب المخدرات والاتجار بها واحدة من أهم مصادر التمويل لتنظيم القاعدة، خاصة في المغرب العربي، حيث يسيطر المقاتلون الإسلاميون على شمال مالي، ويتحالفون مع شبكات كبرى للاتجار بالمخدرات وتهريبها عبر وسائل حديثة ومتطورة، كما أن بعض هذه الشبكات يديرها مسؤولون حكوميون كبار في القارة الإفريقية.
وخلص تحقيق صحفي موسع نشرته جريدة “صنداي تلغراف” إلى أن كل حبة مخدرات يتم تعاطيها في بريطانيا أو الولايات المتحدة تمثل على الأغلب دعماً مالياً لتنظيم القاعدة في النهاية، لأن المعلومات التي جمعها موفد الصحيفة في مالي تشير إلى أن الشبكات التي ترتبط معها القاعدة تقوم بتهريب المخدرات إلى أوروبا وأمريكا مروراً بالقارة الإفريقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن شبكات التهريب المرتبطة بالقاعدة تستخدم “السفن والطائرات” في عملياتها، وتحصل على خدمات من مسؤولين كبار في حكومات إفريقية مرتبطين ببارونات المال والمخدرات.
وحسب “صنداي تلغراف” فإن مقاتلي تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” يتقاضون رسوماً ثابتة تبلغ ألفي دولار أمريكي عن كل كيلو مخدرات يتم تهريبه عبر شمال مالي أو أية منطقة أخرى خاضعة لسيطرتهم، ومن هناك يتم تهريب المخدرات إلى القارة الأوروبية أو إلى الولايات المتحدة بطرق مختلفة.
وقال مات ليفيت، وهو مسؤول سابق في الإدارة الأمريكية، إن “كميات الكوكايين التي تأتي إلى أسواق أوروبا وبريطانيا من غرب إفريقيا عبر المناطق التي تسيطر عليها القاعدة ارتفعت في الآونة الأخيرة”.
كما نقلت “صنداي تلغراف” عن مسؤول كبير في إدارة مكافحة المخدرات بالخارجية الأمريكية قوله “إن استهلاك الكوكايين في أوروبا وبريطانيا يتزايد باضطراد” وذلك بفضل حصول المهربين على مزايا تتعلق باستخدام بعض الطرق في الصحراء الإفريقية.
وأضاف المسؤول الأمريكي: “نحن نعتقد أن تجار المخدرات يستخدمون طرقاً خاضعة لسيطرة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بشكل كامل، أو طرق لهم فيها قوة مهيمنة”.
ويسود الاعتقاد بأن تنظيم القاعدة تمكن من تكوين ثروة كبيرة بفضل تجارة المخدرات، كما أن بعض التقارير تفيد بأن العقل المدبر لعملية اختطاف الرهائن الأجانب في الجزائر مختار بلمختار تمكن من تكوين ثروة مالية كبيرة من عمليات تهريب التبغ والوقود ومنتجات أخرى، فضلاً عن قيامه بعمليات اختطاف سابقة لأجانب غربيين من أجل الحصول على فدية مقابل إطلاق سراحهم.
ويضيف ليفيت “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يقدم الحماية والأمن والنقل لمهربي الكوكايين للقيام بعملياتهم بشكل آمن عبر الصحراء”، مشيراً إلى أن الوجهة النهائية لهذه المخدرات عادة ما تكون أوروبا.
ووفقاً لتقديرات إدارة مكافحة المخدرات التابعة للأمم المتحدة، فإن 35 طناً من الكوكايين تمر سنوياً عبر غرب إفريقيا، كما يسود الاعتقاد أن طائرة من طراز (بوينج 727) قامت في العام 2009 بنقل نحو 11 طناً من المخدرات من فنزويلا إلى غرب إفريقيا، حيث تم العثور على الطائرة في وقت لاحق متحطمة في شمال مالي، حيث يسيطر مقاتلو القاعدة على تلك المنطقة.
لكن صحيفة “صنداي تلغراف” تذهب إلى ما هو أبعد من التهريب والاتجار، حيث تنقل عن سكان محليين في مالي قولهم إن المقاتلين التابعين للقاعدة يستخدمون الكوكايين من أجل التشجيع على القتال، وقال شهود عيان في مدينة “ديابالي” إنهم رأوا مقاتلين وقد سقط منهم أكياس “بودرة بيضاء” وذلك عندما مروا مسرعين بعد أن دخلت القوات الفرنسية إلى المدينة الأسبوع الماضي.
يشار إلى أن انتشار المخدرات في بريطانيا وأوروبا أصبح في السنوات الأخيرة يمثل مصدر قلق واسع للسلطات التي تحاول جاهدة مكافحة انتشاره، خاصة في أوساط الشباب والعاطلين عن العمل، فيما يسود الاعتقاد أن الحدود المفتوحة بين دول الاتحاد الأوروبي وحرية التنقل وسرعتها وسهولتها كلها عوامل تساعد في ترويج المخدرات وانتشارها من مدينة لأخرى ومن دولة إلى دولة.
في عز ايام تنظيم القاعده .. عندما كانت تحتضنه دولة طالبان كان الهيروين وغيره من المخدرات مصدر دخل لذلك التنظيم .. بالاءضافه الى (( الاتاوات )) اللتي يفرضها التنظيم على بعض الدول العربيه وغيرها واللتي كانت تتودد للتنظيم بعلاج قادته .. وارسال الهدايا والاءموال .. فهل تنظيم القاعده الفرع الاءفريقي يفرض نظام (( الاتاوه )) ام يكتفي بالمخدرات والرهائن ؟