فرانس برس – أعلن الرئيس الفنزويلي المؤقت نيكولاس مادورو مساء الجمعة في خطاب أمام الجمعية الوطنية إثر آدائه اليمين الدستورية أنه طلب من المجلس الوطني للانتخابات الدعوة “فورا” إلى انتخابات رئاسية مبكرة.
وقال مادورو “لقد طلبت رسميا من رئيسة المجلس الوطني للانتخابات الدعوة فورا إلى الانتخابات الرئاسية” التي ينص الدستور على وجوب إجرائها في غضون 30 يوما من شغور سدة الرئاسة التي شغرت الثلاثاء بوفاة الرئيس هوغو تشافير.
وكانت فنزويلا قد شيعت أمس الجمعة في جنازة مهيبة الرئيس هوغو تشافيز في حضور رؤساء نحو ثلاثين دولة وحكومة من بينهم الكوبي راوول كاسترو والايراني محمود احمدي نجاد.
ووجه نيكولاس مادورو، نائب الرئيس السابق لتشافيز والذي اختاره الاخير لخلافته تحية ولاء “تتجاوز الموت” الى “الرئيس القائد”، متعهدا مواصلة “المعركة من اجل الفقراء والتربية وعالم اكثر عدالة”، وذلك في خطاب مؤثر استمر نصف ساعة في ختام التشييع.
وهتف مادورو “النضال مستمر، يحيا تشافيز، يحيا تشافيز، دائما حتى النصر ايها القائد”، وذلك على وقع تصفيق القادة الاجانب الذين احاطوا بنعش تشافيز في صالون الشرف بالاكاديمية العسكرية في كراكاس.
وعلى هامش مراسم التشييع التي نقلتها كل تلفزيونات البلاد مباشرة، أعلن نواب طاولة الوحدة الديموقراطية المعارضون عدم حضور مراسم اداء مادورو اليمين الدستورية كرئيس بالوكالة.
ومساء الجمعة، يؤدي مادورو الذي كان نائبا لتشافيز واختاره لخلافته، اليمين ليصبح رئيسا بالوكالة على أن يدعو الى انتخابات رئاسية مبكرة في غضون ثلاثين يوما.
واعتبرت المحكمة العليا الفنزويلية الجمعة أن هناك أساسا قانونيا لأداء اليمين كرئيس بالوكالة والترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي بداية مراسم التشييع عزفت أوركسترا سيمون بوليفار السيمفونية النشيد الجمهوري الفنزويلي.
ووضع نعش تشافيز المغطى بعلم فنزويلا الأصفر والأحمر والأزرق المرصع بالنجوم، في وسط قاعة الشرف في الأكاديمية العسكرية التي اكتظت بكبار الشخصيات والمسؤولين العسكريين بكامل زيهم ونياشينهم.
ووضع مادورو على نعش تشافيز نموذجا للسيف الذهبي لمحرر أميركا الجنوبية سيمون بوليفار، المثال الأعلى التاريخي للرئيس الراحل الذي استلهم منه “الثورة البوليفارية”.
وعلى الأثر دعي رؤساء الدول والحكومات إلى توديع الجثمان في مجموعات صغيرة متتالية.
وخصصت المجموعة الأولى لأقرب حلفائه في أميركا اللاتينية ومن بينهم الكوبي راوول كاسترو والبوليفي إيفو موراليس والإكوادوري رافاييل كوريا.
وأثار إعلان رحيل زعيم اليسار في أمريكا اللاتينية صدمة في فنزويلا وفتح مرحلة جديدة، في بلد منقسم بقوة بين مناصري ومعارضي تشافيز الذي هيمن على الحياة السياسية منذ وصوله إلى السلطة في 1999.
وبرحيل تشافيز، تطوي فنزويلا صفحة من تاريخها وتفتح صفحة جديدة مع رئيس جديد سينتخب في غضون 30 يوما ليقود هذه الدولة النفطية.
وكان تشافيز يصارع السرطان منذ يونيو/حزيران 2011 وبعدما أدخل المستشفى شهرين في كوبا عاد بشكل مفاجئ إلى كراكاس في 18 فبراير/شباط لكنه لم يظهر أو يتكلم علنا منذ ذلك التاريخ.