نشر موقع إيراني يدعى “بلاغ” التسجيل الصوتي لتصريحات رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، الذي حمّل فيها النظام السوري مسؤولية استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، وبالرغم من ذلك نفت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، ذلك وتحدثت عن التحريف في أقوال رفسنجاني.
وكانت قناة “العربية” نشرت يوم أمس تقريراً حول كلمة لرئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، هاشمي رفسنجاني، قال فيه “الشعب السوري يتعرض – من جهة – للقصف الكيماوي من قبل حكومته، وينتظر القصف بالقنابل الأميركية من جهة أخرى”.
تصريحات رفسنجاني تثير ضجة بإيران
وأثارت تصريحات رفسنجاني ضجة كبيرة في إيران، وقامت وسائل إعلام محافظة متشددة موالية للمرشد الأعلى، علي خامنئي، حملة استنكار واسعة ضد اتهام رفسنجاني لنظام بشار الأسد، مما دفع موقعه الرسمي وخلافاً للعادة إلى عدم نشر كلمته.
وكانت وكالة العمالية للأنباء “إيلنا” نشرت أمس الكلمة الكاملة لهاشمي رفسنجاني قبل أن تقوم بحذف الفقرة التي تحدث فيها عن استخدام النظام بشار الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبه.
وخلافاً للمتحدثة باسم الخارجية الإيرانية فإن المواقع المحافظة تؤكد أن رفسنجاني حمّل النظام السوري مسؤولية القصف الكيماوي في الغوطة الشرقية الذي راح ضحيته ما يزيد عن 1400 مدني سوري، قام موقع محلي في إقليم مازندران بنشر التسجيل الصوتي لرفسنجاني.
ونشر موقع رجانيوز المحافظ القريب من “جبهة الصمود” الإيرانية المتشددة مقالاً تحت عنوان “يوم تبلى سرائر هاشمي رفسنجاني”، في إشارة إلى الآية الكريمة “يوم تبلى السرائر” (سورة الطارق: آية 9)، اتهم فيه رفسنجاني بالتحدث لصالح “التكفيريين”، حسب تعبيره.
ووصف “رجانيوز” كلمة رفسنجاني بالمرفوضة واعتبرها تصب في اتجاه “وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية والبريطانية”، وهي بالضد من “أطر النظام”، وخلافاً “لخط الإمام الخميني”.
أما موقع “فارس نيوز” القريب من الحرس الثوري الإيراني فقد تعاطى بحذر مع كلمة رفسنجاني، واكتفى بنقل حديث “أحمد سالك” مندوب مدينة أصفهان في مجلس الشورى الإيراني الذي عبر عن قلقه واستغرابه لأقوال رفسنجاني.
وألمح موقع فارس إلى أن رفسنجاني كان اتهم حقا نظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية.
الترجمة الحرفية لحديث رفسنجاني
وحسب الملف الصوتي للفقرة التي تحدث فيها رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني ورد حرفياً: “… المشاكل الحالية هي مشاكل حقيقية فنحن نخضع للحصار، ونخضع للعقوبات، ونخضع للمقاطعة. نحن لا نستطيع الاستفادة من مصادرنا، ونحن لا نستطيع بيع نفطنا، وإذا أردنا ذلك لا نستطيع استلام ثمنه، وإذا اشترينا أي بضاعة ينبغي علينا أن ندفع ثمناً مضاعفاً لها، ثم يجب أن ندفع مبالغ مضاعفة لنقلها، وثمة مشاكل أخرى كثيرة، حيث أصبحنا نواجه في الآونة الأخيرة خطراً أكبر”.
وأضاف “أكيد أنكم تسمعون الأنباء حيث إن أميركا والغرب عموما وعددا من الدول العربية، أعلنوا تقريبا الحرب ضد سوريا، وفي كل لحظة تنتظر الآذان سماع دوي الصواريخ والقنابل، الله يرحم الشعب السوري”.
وتابع في كلمته “عانى الشعب السوري خلال العامين الماضيين الكثير من الأضرار، وقدم ما يزيد عن 100 ألف قتيل و8 ملايين من المشردين في الداخل والخارج، والسجون ممتلئة بالناس وباتت السجون لا تكفي فتم تحويل بعض الملاعب إلى سجون”.
وأضاف “الشعب السوري يتعرض لظروف قاسية، الشعب يتعرض من جهة للقصف الكيماوي بواسطة حكومته وينتظر اليوم من جهة أخرى القنابل الأميركية”.