بدأ الاسكتلنديون اليوم الخميس الاستفتاء على استقلالها عن بريطانيا، للمرة الأولى منذ ثلاثة قرون تاريخ بداية الوحدة، وقد أظهر آخر استطلاع للرأي تقلص الفارق لصالح مؤيدي الوحدة مع بريطانيا.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة 07,00 صباح الخميس في الاستفتاء التاريخي حول استقلال اسكتلندا والذي يمكن ان يؤدي الى انفصالها عن المملكة المتحدة وقيام دولة جديدة في اوروبا.
ومن غلاسكو إلى إدنبره، يتعين على الناخبين الإجابة على سؤال “هل يجب أن تصبح اسكتلندا بلدا مستقلا؟”، وبالتالي البت في مستقبل تحالف يعود إلى العام 1707.
وفيما ناشد الحزب الوطني الاسكتلندي ناخبيه بأن لا يفوتوا الفرصة التاريخية لاستقلال بلادهم، أكد رافضو الاستقلال أن مكانة اسكتلندا أفضل ضمن اتحاد المملكة المتحدة كقوة لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية.
الجدل على أشده في أطراف المملكة المتحدة بشأن انفصال اسكتلندا عن اتحاد المملكة المتحدة أو بقائها ضمن وحدة الأراضي البريطانية.
أنصار معسكري الانفصال والحفاظ على الوحدة يحشدون التأييد لحملاتهم وصلت إلى حد الترغيب والترهيب مع تناقص الساعات والدقائق على الاستفتاء التاريخي.
وقال رجل من الشارع، معلقاً “أودّ أن تتخذ اسكتلندا قراراتها بنفسها من دون عودتها للندن في كل أمور البلد، بما فيها القرارات الاقتصادية والسياسية”.
ومن جهتها، قالت سيدة، إنه “من الصعب حشد الدعم لحملة “لا” مقارنة بحملة “نعم”، فالأمر يتعلق بمستقبل اسكتلندا ونحن نؤمن بهذه العلاقة التاريخية القوية التي تربطنا معا منذ زمن بعيد”.
حلم على خطى آدم سميث
حلم الانفصاليين بزعامة رئيس الحكومة الاسكتلندية أليكس سالموند ركزت على إيجابية الاستقلال وإدارة الاسكتلنديين شؤون بلادهم من دون تأثير من الحكومة المركزية، لكن إصرار سالموند على استخدام الجنيه الإسترليني حتى بعد الاستقلال، وتأكيد لندن التخلي عن تداوله في البلاد في حال ترك اسكتلندا ما يوفره الاتحاد من عوامل القوة السياسية والاقتصادية لأقاليم الأعضاء.
ويرى دانيال كينيلي (نائب مدير قسم السياسيات الحكومية في جامعة إدنبره)، أن “هناك انتقادات كثيرة في الأيام الأخيرة من الحملة وخصوصا من قبل معسكر الحفاظ على الاتحاد مع المملكة المتحدة، ولم يستطع جلب ممن لم يحسم أمره في الاستفتاء.. ومهما تكون النتيجة فإن كلا المعسكرين سيراجعون نهج حملتهما للوقوف عن الأخطاء التي ارتكبوها”.
ويأتي تحسين الوضع الاقتصادي في اسكتلندا ووضعية السكان، على رأس أوليات الناخبين، وقد يكون هذان العاملان أساسيين في ترجيح كفة المنادين بالحفاظ على وحدة المملكة المتحدة.
وينظر إلى أشهر أبناء اسكتلندا آدم سميث على أنه رائد الليبرالية الاقتصادية القائمة على حرية كاملة لكل أفراد المجتمع في تعاملاتهم الاقتصادية للازدهار والرفاهية.
ويتخذ أليكس سالموند مرجعيته الفكرية من أب الاقتصاد الحديث الاسكتلندي آدم سميث، ويردد مراراً إحدى مقولاته بأنه لا يمكن لأي مجتمع أن يزدهر ويكون سعيدا إذا لم يستفد أفراده من ثروات بلادهم .
لكن مساعي سالمون قد تصطدم بواقع الناخب الاسكتلندي، الذي عادة ما يصوت من أجل جيبه، أو بدء تفكك أقاليم بريطانيا في حال انفصال اسكتلندا خصوصاً، واستطلاعات الرأي متقاربة جدا.