عشر سنوات مرت على تفجيرات لندن التي نفذها 4 انتحاريين وأودت بحياة 52 شخصا، وتركت أثرا لا يمحى على من عاشوها، منهم ساجدة موغال، التي سخرت حياتها منذ ذلك الحين لمكافحة التطرف ومنع المراهقين من الانسياق لأفكار المتشددين أو الانضمام لهم.
وكانت ساجدة واحدة من الذين نجوا من تفجير مترو الأنفاق الذي نفذه جيرماين ليندزي في السابع من يوليو 2005، وأودى بحياة 26 شخصا وإصابة 340 آخرين.
وقالت ساجدة: “لن أنسى أبدا ما حدث لي حينها، لقد كنت على متن إحدى العربات الوسطى للقطار، عندما سمعنا فجأة صوت انفجار ثم بدأ الدخان يتصاعد ونحن داخل النفق، مما دفع الناس للصراخ ومحاولة تحطيم أبواب القطار دون جدوى، لقد ظننت أننا سنموت”، وفق ما ذكرت صحيفة تلغراف البريطانية.
وأضافت: “بعد نحو 45 دقيقة وصلت لنا الشرطة وأخرجتنا، ومنذ ذلك الحين وأنا لم أنفك أفكر عن السبب الذي دفع مسلمين مثلي لمخالفة تعاليم دينهم وارتكاب مثل هذه الجريمة، وما الذي يمكننا فعله لتفادي مثل هذه الهجمات مستقبلا”.
ونفذ الهجمات 3 بريطانيين مسلمين من أصول باكستانية، وبريطاني ولد في جاميكا واعتنق الإسلام في وقت لاحق، واستهدفوا 3 مواقع لأنفاق المترو وحافلة لنقل الركاب.
وبعد الهجمات، قررت ساجدة ترك عملها في أحد البنوك والتفرغ تماما للمشاركة في مشاريع وفعاليات لمحاربة التطرف، التي تمكنت بفضلها من إيقاف صبي في الـ 15 من عمره من السفر لسوريا والالتحاق بتنظيم الدولة.
وقالت ساجدة: “لقد كانت والدة الصبي قلقة بسبب المواقع الإلكترونية التي كان يتصفحها، مما دفعها للقدوم إلي، لذا جلست مع الصبي وناقشته وأخبرته بتجربتي وبالرعب الذي عشته، لأحاول أن أوصل إليه رسالة مفادها أن هذه ليست الطريقة التي تحل بها الأزمات”.
وتدير ساجدة أيضا دورات للأمهات المسلمات، لتدريبهن على استعمال الإنترنت ومراجعة المواقع الإلكترونية التي يتصفحها أولادهن.
وشاركت في هذه الدورات خلال السنتين الماضيتين حوالي 200 أم، وتم تكريم ساجدة من قبل أمير ويلز.