(CNN)– أن تصحو في غالبية دول العالم على صور جنود مدججين بالسلاح ومدرعات عسكرية وحواجز أمنية في الشوارع، فهو أمر قد يدخل الارتباك وربما الرعب، ولكنه يختلف في تايلاند.
ومنذ 1932، العام الذي أصبحت في تايلاند مملكة دستورية، شهدت 18 بين انقلاب ومحاولة انقلابية. ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2013، تشهد العاصمة مظاهرات شبه يومية مع استمرار تنازع فريقين شرعية الحكم.
ورغم أنه من المبكر رؤية تداعيات الإعلان الرسمي عن الانقلاب الخميس، إلا أنه يمكن القول إنّ الأسبوع كان عاديا جدا في تايلاند. فالشوارع تضج بالحركة والاختناقات المرورية مازالت واضحة وباصات نقل تلاميذ المدارس تسير حركتها بالنسق الاعتيادي اليومي.
وللتعبير عن هذه الحالة بات وسم “أرني جنديا جذابا” مسيطرا على شبكة تويتر في البلاد.
ولكن بالنسبة إلى سائح أجنبي، فإنّ الأمر مبدئيا يقتضي الحذر لحجز عطلة في فصل الشتاء الذي يشهد تخفيضات واضحة في الأسعار، لاسيما مع تكرار حوادث إطلاق القنابل المسيلة للدموع والمظاهرات.
وتظهر أرقام رسمية أنّ الحجوزات شهدت انخفاضا بنسبة 17 بالمائة سنويا، و21 بالمائة مقارنة بما كان عليه الوضع بداية العام.
وقال مدير شركة سياحية معروفة، أوليفييه جاغر، إنّ أبريل/نيسان شهدت انخفاضا بنسبة 6 بالمائة مشيرا إلى أن المستثمرين في هذا الميدان كانوا يأملون أن يعرض موسم الشتاء ما تم فقدانه في موسم الذروة.
لكنه أضاف أنه من الواضح أنّ الكثيرين لا يأبهون بما يحدث ويعبرون عن عشق “غريب” بالبلاد ولذلك فإنّ نسق الحجوزات لم يختلف كثيرا.
ووفقا لمجلس السفر والسياحة العالمي فإنّ قطاع السياحة يدر على تايلاند نحو 74 مليار دولار أي نحو 20 بالمائة من دخلها الخام. كما أنه يوفر ما لا يقل عن 2563000 وظيفة انخفض عددها هذا العام بنحو 7 في المائة.
ودفعت العاصمة، التي تتركز فيها المظاهرات، ثمنا غاليا حيث أنّ نسبة إشغال الفنادق فيها انخفضت إلى 55 بالمائة مقارنة بنحو 80 بالمائة عام 2014، لكن ما عوض هو أنّ بقية الأقاليم شهدت تزايدا في الإقبال.
غير أنّ خبراء قالوا إنّه بمرور الأسابيع، بدأ نزوع السواح للاقتناع بأنّه يمكن التعايش مع الوضع وأن بانكوك آمنة، ومع ذلك لا يعرف ما إذا كان إعلان الانقلاب سيدمر بناء الثقة المتنامي.
ولأولئك الذين يخططون للسفر إلى تايلاند في المستقبل المنظور، فإنّ معظم أنحاء البلاد تسير فيها الحياة بشكل اعتيادي، كما أنّ جميع أشكال الحياة في بانكوك أيضا تسير بالشكل المعتاد.
وقالت وزارة السياحة الخميس إنّ الجنود موجودون في الشوارع لحفظ الأمن والنظام. ويقول خبراء أمن وسياحة إنّ تطبيق “الأحكام العرفية يتم بشكل مرن وخفيف.”
وقال بول كواغليا إنّه يعتقد أنّ الجيش سيعمل على إقناع المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم وإحباط الكثير من المسيرات المقررة لنهاية هذا الأسبوع.
ليت السياحة الى هناك تتوقف لأي سبب فهي بلد الشيطان، لايمكن لشخص سوي أن يسير فيها مطمئنا حتى يصل المطار، ناهيك عن الأشخاص الذين يعرضون بضاعتهم النسوية على كل سائح وفي كل مكان