إنهُ ليس عام انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة، وليس عام التصويت لأعضاء الكونجرس أيضا، ولكن حمى الانتخابات في أوجها في مدينة ديربورن في ميشيجن، حيث تعمل مجموعة من المرشحين البلديين على تشجيع السكان العرب الأميركيين على التصويت في الشهر المقبل في انتخابات يمكن تلقيبها بالأولى من نوعها.
فالمركز الانتخابي للمرشح البلدي مايك سرعيني هو بيتُه، حيث تتناثر البروشورات والمنشورات الانتخابية في غرفة الجلوس. أما المتطوعون الذين يساعدونه فهم أبناؤه وأصدقاؤه وزوجته، وهو أمر طبيعي لهذا النوع من الانتخاباتِ في مدينةِ ديربورن.
سرعيني هو عربي أميركي، عندما فازت والدته سوزان سرعيني بِمقعدها في المجلسٍ البلديِ في الثمانيناتِ، كانت أول امرأةٍ عربيةٍ مسلِمةٍ تُنتخبُ لمثل هذا المنصب في الولاياتِ المتحدة.
ويقول سرعيني “خسرت أمي في أول انتخابات ترشحت لها عام خمسة وثمانين وفازت خلال المحاولة الثانية، عام تسعة وثمانين.. في ذلك الوقت كان هناك اربعة الاف ناخب عربي اميركي، الآن هناك ثمان مئة ألف ناخب مسجل”.
وديربورن هي المدينةُ ذاتُ التركيزِ الاعلى للعرب الأميركين في الولاياتِ المتحدة، ويقطُن فيها ما بينَ ثلاثينَ و اربعينَ الفَ عربيٍ مُشكِلينَ حوالي اربعينَ بالمئةِ من سكانِ المدينة.
الكفاءة.. مفتاح الترشيح
الآن وبعد عقدين، ينضم فان سرعيني إلى خمسةِ مرشحينَ عرب اميركيين آخرين من ضمنِ أربعةَ عشرَ مرشحاً يتنافسونَ على سبعةِ مقاعدَ تشكلُ المجلسَ البلدي في ديربورن. وهو أعلى عددٍ من المرشحين العرب الذينَ تَعدوا المرحلةَ الأوليةَ في الانتخابات.
وكانت أكثر كلمة ترددت أثناء الحديث مع أبناء الجالية هي كلمة “مؤهلون”، أي أن ما ساعد المرشحين على تجاوز المرحلة الاولية هي أنهم مثقفون ومتعلمون ومؤهلون، منهم ثلاث محامين ورجل أعمال ومحاسب.
هناك ايضا امرأة هي سوزان داباجا والتي التقيناها أثناء مناظرة نظمها مجلس الطلبة العرب في جامعة ميشيجن في ديربورن، وهي تعتقد أن “التحدي الأكبر هو إقناع العرب الأميركيين بالتصويت، فالتركيز سابقا كان فقط على الانتخابات الرئاسية، ولكن الانتخابات المحلية هي أهم في الحياة اليومية للسكان، لأن رئيس بلديتك يؤثر في حياتك اكثر من رئيس الدولة”.
أما طارق بيضون، وهو أصغر المرشحين، فيقولُ إن خَمسَةَ عَشرَ في المئةِ فقط من السكانِ العربِ المسجلين للتصويت صوتوا في المرحلةِ الأولية، لكِنه متفائل. “يجب أن يصبح التصويت جزءا من حياتنا، فنحن ندفع الضرائب ونشارك في المؤسسات المدنية ونتبرع بالأموال للجمعيات الخيرية. فلم لا نصوت؟”.
أما اهتماماتُ المرشحينَ العربِ الاميركيين فلا اختلافَ بينَها وبينَ أيِ اهتماماتِ أيِ مرشحٍ آخرَ، هم يقولونَ إنهم يَفخرونَ بانتمائِهم العربيِ ولكنَهم أبناء ديربورن أولاً وأخيراً.