تحسباً لتكرار أحداث عام 2009 بعيد الإعلان عن فوز الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد أمام مرشح الحركة الإصلاحية، تتأهب مختلف المؤسسات العسكرية والأمنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال مناورات وتدريبات تقوم بها قوات الحرس الثوري إلى جانب التحذيرات التي أطلقتها قوات الأمن بهذا الخصوص.
وذكرت مواقع إعلامية تابعة لقوات التعبئة “الباسيج” التي شاركت على صعيد واسع في قمع المحتجين سابقاً، أن عدداً من الكتائب الأمنية بالإضافة إلى أحد الألوية التابعة للحرس الثوري، أجرت الثلاثاء الماضي مناورة من ثلاث مراحل.
وتظهر الصور المنشورة على المواقع التابعة للحرس الثوري أن هذه المناورة تأتي في إطار الاستعدادات المتبعة بغية التصدي للاحتجاجات الشعبية المحتملة بعد الإعلان عن موقف مجلس صيانة الدستور يوم السبت القادم من أهلية المرشحين وإعلان نتائج الانتخابات المزمع إجراؤها في 14 يونيو المقبل.
ومن خلال إلقاء نظرة على صور المناورات المنشورة على هذه المواقع تظهر شعارات يحملها مَنْ يمثلون دور المحتجين في المناورة من قبيل لوحة كتب عليها: “أين صوتي؟”، وهو شعار رفعه المحتجون الذين شككوا في فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد، الأمر الذي يؤكد هاجس الخوف من تكرار أحداث عام 2009 التي سقط خلالها المئات من المحتجين بين قتيل وجريح.
وكان موقع “باسيج برس” ذكر أن المناورة التي شاركت فيها “كتائب الإمام علي الأمنية” و”لواء آل محمد الأمني” أطلق عليها مسمّى “إلى القدس” وشملت ثلاث مراحل ولم يقدم أي إيضاحات إضافية.
“لواء آل محمد”
وحسب موقع “روز أونلاين” الناطق باللغة الفارسية، فإن البعض لا يعرف الكثير عن هذا اللواء والكتائب المذكورة، إلا أن الكثير من المواطنين الإيرانيين شعروا بمساهمة الحرس الثوري وقوات التعبئة التابعة له المكثفة في قمع الاحتجاجات على نتائج الانتخابات والتي نشبت في عامي 2009 و2010.
وأضاف الموقع أن “فرقة 27 محمد رسول الله” كانت حتى عام 1995 مسؤولة عن حفظ الأمن في العاصمة طهران في الحالات الطارئة. وبعد تشكيل “مقر ثار الله” بهدف استتباب الأمن في العاصمة انضمت هذه الفرقة للمقرّ المذكور وعقب إحداث تغييرات في الهيكل التنظيمي للحرس الثوري وتكوين فرق الأقاليم التابع للحرس الثوري في عام 2008 تم دمج “فرقة 27 محمد رسول الله” و”مقاومة الباسيج لطهران الكبرى” تحت مسمى “فرقة محمد رسول الله لطهران الكبرى” التي أخذت على عاتقها مهمة الحفاظ على أمن العاصمة بقرار من مجلس الأمن القومي.
وقامت الفرقة وبشكل مباشر بقمع الاحتجاجات بقوة واعتقال واستجواب أبرز الشخصيات السياسية الإصلاحية التي كانت من شخصيات النظام قبل انشقاقها عنه.
ويضيف التقرير أن الفرقة المذكورة تضم “لواء آل محمد الأمني” تابع للحرس الثوري، وهو متخصص في قمع الاحتجاجات ويتلقى أوامرها مباشرة من المرشد الأعلى للنظام آية علي خامنئي.
وتفيد المعلومات المتوفرة بأن “لواء آل محمد” يضم 4500 من عناصر الحرس والباسيج المدربة جيداً لحرب الشوارع ومواجهة الاحتجاجات والمظاهرات.
“كتائب الإمام علي الأمنية”
إلى ذلك، يؤكد التقرير أن “كتائب الامام علي الأمنية” شكّلها الحرس الثوري في ربيع 2011 وتحمل تجارب الحرس الثوري الناجمة عن التصدي للاحتجاجات في عامي 2009 و2010 . وحدد قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري الهدف من هذه الكتائب “بالدفاع عن أمن الثورة.. واستقطاب القوى الشعبية” و”التأثير على الوضع الداخلي للثورة” و”التحول في طريقة تصدي الحرس الثوري للتهديدات الداخلية على ضوء تغيير جوهر هذه التهديدات التي تشكل تحدياً لمستقبل الثورة”، حسب تعبيره.
وتضم الكتائب الأمنية 31 عنصراً مدرباً، وتنظم بين فترة وأخرى مناورات لتطوير جهوزية وكفاءة وحداتها القتالة وطرق إدارة معارك الشوارع.