في أول مناظرة جمهورية رئاسية منذ هجمات باريس وسان برناردينو، أكد المرشح ذو الشعبية الأعلى بين الحزب دونالد ترامب مواقفه المثيرة للجدل حول المسلمين، بينما اختلف المرشحون حول مصير الأسد وكيفية هزيمة “داعش” وحكمة الإطاحة بالدكتاتوريات. المناظرة، التي عنيت بقضايا الأمن الوطني والسياسة الخارجية، هي الأخيرة لهذا العام. محورها كان حماية الولايات المتحدة من الإرهاب.
https://www.youtube.com/watch?v=ME_MdyeouWk
وتأتي المناظرة قبل خمسين يوماً من موعد أول انتخابات حزبية في ولاية أياوا، مما أدى إلى اشتداد المشاحنات بين المرشحين. وانصب التركيز على دونالد ترامب الذي نادى بإغلاق الإنترنت كوسيلة لمحاربة “داعش” ولم يتراجع عن موقفه تجاه منع المسلمين من الدخول إلى البلاد كما كرر نداءه بقتل عائلات الإرهابيين.
هذا النداء الأخير دفع حاكم ولاية فلوريدا السابق وشقيق الرئيس السابق جورج بوش إلى الدخول في معارك كلامية مع ترامب. جيب بوش قال: “هذا مقلق للغاية.. فنحن نخوض حربا مع داعش تحتاج لاستراتيجية، وحلك غير معقول! إنها فكرة مجنونة وغير عقلانية. فأنت قبل شهرين قلت إن داعش ليست مشكلتنا كأميركيين”.
ترامب دافع عن فكرته وتساءل في إشارة إلى إرهابيي “داعش”: “إذن يستطيعون أن يقتلوننا، ولا نستطيع نحن أن نقتلهم؟”.
وفي مفاجأة أكد ترامب أنه لن يترشح كمستقل إن فشل في الحصول على الترشيح الجمهوري، الأمر الذي كان مصدر قلق للحزب لإمكانياته تقسيم الصوت الجمهوري في الانتخابات العامة.
أما عضوا مجلس الشيوخ الكوبيان الأميركيان تيد كروز ماركو روبيو، واللذان يحتلان المركزين الثاني والثالث في الاستطلاعات، فاختلفا حول طريقة هزيمة “داعش”. دعى كروز الى استخدام الضربات الجوية وعدمِ تغيير نظام الأسد، واعتبر أن الإطاحة بالدكتاتوريات المستقرة بهدف نشر الديمقراطية غير مجد. وأضاف: “الإدارة وبعض الجمهوريين يبحثون عن المتمردين السوريين المعتدلين ولكنهم غائبون، فهم ليسوا حقيقيون، جميعهم جهاديون!”.
أما روبيو فقال إن الحرب بحاجة إلى قوات برية عربية، ووعد بتغيير آراء القادة العرب لدفعهم إلى إرسال قواتهم لقتال “داعش”. وأضاف: “تحالفنا ليس أوسع لأن الدول العربية لا تثق في أوباما والذي قام بتوقيع اتفاق مع إيران وهي عدوهم اللدود”.
وفي رد على سؤال حول حكمة الإطاحة بالدكتاتوريات، قدم ترامب رأياً يقربه إلى الليبراليين قائلاً: “لقد صرفنا 4 ترليون دولار للإطاحة بالقادة، ماذا استفدنا؟ كان من الأحرى استخدام الأموال لإعمار الولايات المتحدة”.
ولا زالت استطلاعات الرأي تظهر توفق ترامب بنسبة 38% على بقية المرشحين. لكن الاستطلاعات في هذه المرحلة عادة ما تكون مضللة. ففي نفس هذا الوقت من الانتخابات السابقة كان المرشحان الجمهوريان نيوت جنجرتش وهيرمان كين يتنافسان على المنصب الأول و لم يفز به أي منهما.