فرانس برس، العربية.نت- ظهرت تفاصيل جديدة عن اختفاء الطائرة الماليزية، وهي آخر الكلمات التي تم استقبالها من الطائرة.
ونقلت صحيفة “ستريتس تايمز” السنغافورية عن سفير ماليزيا في الصين، اسكندر سارودين، تأكيده أن أحد الطيارين قال: “حسناً، تصبحون على خير” بعد خروج الطائرة من المجال الجوي الماليزي ودخولها المجال الجوي الفيتنامي.
وجاءت هذه الكلمات من الطيار رداً على رسالة من مركز المراقبة الجوية الماليزية التي أعلمت الطيارة أنها غادرت المجال الجوي الماليزية ودخلت المجال الجوي الفيتنامي.
وأكد أزهر الدين عبدالرحمن، رئيس الطيران المدني الماليزي لوكالة “فرانس برس” أن هذه بالفعل كانت آخر الكلمات التي تم تلقيها من قمرة القيادة في الطائرة.
الصينيون يطالبون باعتذار
كشف سارودين هذه المعلومة لأول مرة في اجتماع عقد في العاصمة الصينية بيكين بين السلطات الماليزية وأقارب الركاب الصينيين الذين كانوا على الطائرة، حضره حوالي 400 شخص. يذكر أنه كان على متن الطائرة التي اختفى أثرها 153 صينيا من أصل الركاب الـ239.
والاجتماع الذي دام ساعتين، كان مليئا بالأسئلة أكثر منه بالأجوبة. وأعرب خلاله أقارب الركاب عن قلقهم على مصير أحبائهم وغضبهم من عدم التقدم في البحث عن الطائرة، وعدم شفافية السلطات الماليزية في هذا السياق. كما طالب البعض باعتذار من كوالالمبور.
وسلم الأقارب ممثل السلطات الماليزية عددا من أرقام هواتف ركاب الطائرة التي ما زالت ترن، مطالبين بجواب حول هذا الموضوع، ومتسائلين هل ما زالت الطائرة على البر.
ومن جهته، كشف ممثل السلطات الماليزية أن السلطات الحربية تساعد “على مستوى عال” في التحقيق، إلا أنه رفض إعطاء المزيد من التفاصيل حول ما قد يكون رصدته الرادارات العسكرية قائلاً: “ليس وقته الآن”، مما أغضب الأهالي.
فرضية الاختطاف والمفاوضات السرية
وعزز هذا الجواب اعتقاد بعض الأهالي أن تكون هناك مفاوضات سرية قائمة حالياً بين خاطفين محتملين للطائرة والسلطات الماليزية. وكانت هذه الفرضية قد برزت بعد أن أعرب، في وقت سابق، مسؤول ماليزي عن أمله بأن يكون الركاب على قيد الحياة.
ونفت السلطات الجوية الماليزية فرضية خطف الطائرة، حيث كان على الطيار إطلاق رسالة استغاثة سرية، في حال قيام الخاطفين بإطفاء أجهزة الإنذار والاتصال الاعتيادية على الطائرة.
كما نفت السلطات اتهام الطيارين بعدم الخبرة. ومن جهتها، أعربت الخطوط الماليزية عن “صدمتها” بشأن المزاعم بأن مساعد الطيار فارق عبدالحميد (27 عاما) والطيار المرافق له خرقا قوانين الشركة.
وكان تقرير بثه التلفزيون الأسترالي كشف مخالفة أمنية في قمرة القيادة كان مساعد طيار الطائرة المخطوفة ضالعا فيها، حيث سمحا لشابتين من جنوب إفريقيا بدخول قمرة القيادة خلال الرحلة.
الماليزيون.. من التعاطف إلى الغضب
وفي ماليزيا أيضاً، تصاعدت مشاعر الغضب والإحباط في ماليزيا، حيث تحولت المشاعر في وسائل التواصل الاجتماعي والصحف من التعاطف مع أقارب الضحايا، إلى الغضب بشأن فشل عمليات البحث عن الطائرة.
وكتب موقع “ماليجان انسايدر” المعروف، اليوم الأربعاء، أن “الماليزيين انتقلوا من الصبر إلى الضيق، فالغضب لكثرة المعلومات المتضاربة حول هوية بعض الركاب والأمتعة التي استبعدت واللغط حول آخر موقع محدد للرحلة”.
وانتقد مستخدمو موقع “تويتر” المعلومات المتناقضة التي تغذي نظريات المؤامرة.
وجاء في إحدى رسائل “تويتر”: “إذا لم ير الجيش الماليزي الطائرة تتجه نحو مضيق ملاكا، لماذا يبحثون هناك إذن؟ من الذي قرر البحث هناك ولماذا؟”.
توسيع نطاق البحث
جاء ذلك رداً على إعلان السلطات الماليزية اليوم عن توسيع نطاق البحث ليشمل بحر اندامان شمال إندونيسيا البعيد جدا عن المسار المفترض لطائرة بوينغ 777.
وسعى الجنرال رودزالي داود، قائد القوات الجوية الماليزية إلى تفسير سبب توسيع منطقة البحث، قائلاً إن رادار الجيش رصد جسما غير محدد صباح السبت شمال مضيق مالاكا قبالة الساحل الغربي لماليزيا.
وأضاف أن قراءة الرادار التي رصدت بعد أقل من ساعة من فقدان الاتصال بالطائرة فوق بحر جنوب الصين، لا تزال تخضع للتحقيق.
ماليزيا تدافع عن عمليات البحث
وفي سياق متصل، نفت ماليزيا، اليوم الأربعاء، وجود فوضى في عملية البحث عن الطائرة المفقودة بعد أن ابتعد البحث عن المسار المقرر للطائرة.
وقال وزير النقل الماليزي، هشام الدين حسين، إن ماليزيا “لن تفقد الأمل مطلقا” في العثور على الطائرة، نافيا المزاعم أن مساعي العثور على الطائرة دخلت في حالة من الفوضى بعد سلسلة من الشائعات والتصريحات المتضاربة.
وأضاف: “لا أعتقد ذلك، بل إن الأمر بعيد جدا عن الفوضى. كل ما في الأمر هو مجرد ارتباك. لا أعتقد أن الأمر يتعلق بحدوث فوضى. توجد الكثير من التكهنات التي رددنا عليها خلال الأيام القليلة الماضية”.
يذكر أن المتحدثة باسم الخارجية الصينية كانت قد صرحت قائلةً: “الآن توجد الكثير من المعلومات، والوضع فوضى، ولذلك فإنه حتى الآن وجدنا حتى نحن صعوبة في تأكيد ما إذا كانت تلك المعلومات دقيقة أم لا”.