تعليق العمل بحظر ترامب استجابة لقرار المحكمة

الولايات المتحدة الامريكية مسؤولة مسؤولية مباشرة عن الوضع الذي وصلت إليه الحالة في سوريا وفي العراق . فالغزو الأمريكي للعراق هو الأصل في كل ما حدث ويحدث في العراق بشكل مباشر. وما يحدث في سوريا والتغلغل والتغول والتدخل الشيعي انعكاس مباشر لزوال النظام العراقي الذي كان سيشكل حجر عثرة في وجه إيران وأذنابها، كما أن حظر تسليح وتمويل الجيش الحر الذي فرضته أمريكا في المرحلة الحاسمة عندما كان الجيش الحر يسيطر على سبعين في المائة من سوريا هو العامل المباشر الذي أدى إلى ازدياد قوة التنظيمات التي تعتبرها أمريكا إرهابية كالنصرة وداعش واضمحلال قوة الجيش الحر وبالتالى تعقد المشهد والوضع الميداني بحيث أصبحت المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري مقسمة بين أطراف مختلفة في الأهداف والأيديولجيات، متناحرة فيما بينها في كثير من الأحيان، تتقاعس عن نصرة بعضها أو على الأقل لاتنسق فيما بينها في أحيان أخرى مما أدى إلى استفراد النظام بالمناطق المحررة كل واحدة على حدة وبالتالي استمرار القتل والتهجير القسري وإعادة رسم الخرطة الديمغرافية السورية..إن الولايات المتحدة والدول التي تدعي صداقتها للشعب السوري والتي بالمناسبة خضعت لأوامر أمريكا وبيتها الأسود مسؤولة مسؤولية مباشرة وعن قصد وترصد عن تشرذم الفصائل المختلفة التي أصبحت وللأسف تأتمر بأوامر من يزودها بالمال والسلاح لا بما يمليه الواقع الميداني على كافة الأراضي السورية ولا بما تمليه ضرورة إنهاء القتل والدمار والتشريد. إن السيد ترامب قد نسي تصريحاته أثناء حملته الإنتخابية أن إدارة أوباما رئيس الولايات المتحدة مسؤولة عن وجود وتنامي قوة داعش وقد كان محقا فيما صرح به، فإن قوة داعش وغيرها جاءت على أثر إضعاف الجيش الحر بضغط من أمريكا خوفا من أن يسيطر الجيش الحر على الوضع وينهي النظام الذي شاءت له أمريكا وإسرائيل أن يستمر وأن تستمر هذه الحرب المدمرة. ولذلك أعطت الولايات المتحد ة الضوء الأخضر لإيران للتدخل لمنع سقوط نظام بشار الأسد وعندما فشلت كسر أوباما على أنفه بصلة وأعطى الضوء الأخضر لروسيا بالتدخل، وهل كان بوتين يجرؤ على التدخل لو كان هناك صاروخ واحد مضاد للطائرات في سوريا… لقد جاء التدخل الروسي مباشرة عقب موافقة امريكا على إنشاء منطقة عازلة في شمال سوريا رضوخا لمطلب الأتراك مقابل سماح تركيا للأمريكان باستعمال قاعدتهم في تركيا لضرب داعش، وهذا التوقيت يفضح الضوء الأخضر الذي أتى بروسيا وحرر أمريكا من تعهدها ذاك ، مما أدى إلى مزيد من اللاجئين الذين يقلقون السيد ترامب. إذا كان ترامب حريصا على سلامة أمريكا ومواطنيها وله كل الحق في ذلك ، فإن من الحق أن تظهر الحقائق التي تخفيها خزانات المخابرات الأمريكية والبنتاغون والبيت الأبيض وأن يكون هناك تحقيقات حقيقية لا تحقيقات شكلية أملاها النفاق الديمقراطي والضحك على ذقون الشعب الأمريكي، تحقيقات ليس عن دور الولايات المتحدة في إطالة أمد حياة النظام السوري على طاولة الإنعاش الأمريكية الروسية المشتركة وإنما كذلك عن دور المخابرات الأمريكية والإيرانية والأسدية عن نمو داعش وتسليحها واستيلائها على مساحات واسعة من سوريا والعراق دون قتال بما فيها من سلاح ومصادر للطاقة والتمويل الذاتي لداعش التي بحجتها عادت أمريكا بجيشها إلى منطقتنا وتدخلت إيران وأصبح الإبقاء على نظام بشار أمرا يستحق البحث فيه. وليس هذا فحسب ولكن عن الدور الذي لعبته المخابرات والخارجية الأمريكية في الأحداث التي أدت إلى غزو العراق للكويت وما تلى ذلك من تحقيق لأهداف أمريكية وإسرائيلية بتدمير جيش العراق والقضاء على برنامج أسلحة التدمير الشامل وبرنامج الصواريخ الذي بإمكانه على قلة فعاليته الوصول إلى إسرائيل محملا بالكيماوي والجرثومي وربما مستقبلا النووي ويطيح بأحلام إسرائل في الردع، وليست أمريكا وربيبتها إسرائيل باللذين ينتظران المعجزات كغزو العراق للكويت لتحقيق هدف مصيري كهذا، غبي من يظن ذلك ، ولو لم يتم ذلك الغزو فلن تعدم أمريكا الحجج فقد غزت أمريكا العراق وبتحالف دولي ودون موافقة هيئة الأمم وبحجج لا يصدقها إلا الأغبياء وبمعاونة دولة الكويت نفسها التي فتحت أرضها للغازي فحقت عليها وعلى الغازي اللعنة. وعلى السيد ترامب أن يشرح لنا كيف يستطيع من تدرب على الطيران بطائرة صغيرة لمدة ١٨ ساعة أن يقود طائرة البوينغ الضخمة ويناور بها أفضل ممن أمضى سنينا يقود هكذا طائرة ، ويشرح لنا سبب وجود مادة الترميت التي تذيب الفولاذ في أنقاض البرجين، ويشرح لنا كيف أمكن لطائرة ضخمة أن تطير على مستوى الأرض دون أن تحطم عامود إضاة أو كاميرة مراقبة حول البنتاغون ودون أن تترك أثرا على الحشيش لتدخل بكاملها مع الأجنحة من خلال جدار البنتاغون من فتحة عرضها أقل من نصف عرض الطائرة، ويشرح لنا كيف ولماذا لم يعمل نظام الدفاع الجوي حول البنتاغون إذا كان هناك من طائرة فعلا تخطت هذا النظام لتضرب رمز القوة والجبروت الأمريكي..ويشرح لنا الكثير من الأسئلة التي لا جواب عليها إلا تورط أجهزة أمريكية من داخل الولايات المتحدة…..وإن لم يستطع فليجرؤ على فتح تحقيق حقيقي في أحداث ٩-١١ إن كان يظن أنه الرئيس الفعلي لأمريكا. وليبحث عن الذين يقطعون أيدي الضعاء ليشحتوا عليها وليغنوا من وراء معاناتهم وعمن أثروا في غزو أفغانستان والعراق وعمن استفاد من تدمير العراق وسوريا وعمن عمل جاهدا على إطالة الحروب فيها وعلى تغذية النعرات الطائفية والدينية والعرقية في منطقتنا بغية التدخل فيها ليحقق أطماعه ومصالحه ثم بعد ذلك نناقش موضوع التطرف الإسلامي والإرهاب المحتمل قدومه مع المهاجرين.