علّق مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، الاثنين، مشاركة إفريقيا الوسطى في المنظمة، كما فرض عقوبات على سبعة من قادة سيليكا، حركة التمرد التي استولت على بانغي وأطاحت الأحد بالرئيس فرنسوا بوزيزي.
وأعلن مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، رمضان العمامرة لدى تلاوته البيان الختامي، أن “المجلس قرر تعليق مشاركة جمهورية إفريقيا الوسطى في جميع أنشطة الاتحاد الإفريقي على الفور، وكذلك فرض عقوبات، أي قيود على السفر وتجميد أرصدة قادة سيليكا”، وبينهم رئيسها ميشال دجوتوديا، وسيليكا هي تحالف يضم ثلاث حركات متمردة.
وعضوية إفريقيا الوسطى في الاتحاد الإفريقي علقت عندما تولى بوزيزي السلطة في انقلاب في 2003، وأعيدت عضويتها بعد سنتين.
“سندريلا” المهجورة
ويصف الفرنسيون جمهورية إفريقيا الوسطى بأنها “سندريلا” المهجورة في امبراطوريتهم الاستعمارية بالقارة الإفريقية، بينما يقول مراقبون في العصر الحديث إنها “دولة شبح”.
وتسببت حركات التمرد منذ أكثر من عقد في إضعاف الدولة المنعزلة التي لا تطل على مسطحات مائية وتعاني من الفقر رغم ثرواتها من الذهب والأخشاب واليورانيوم والألماس.
وفي أحدث تمرد تشهده إفريقيا الوسطى، سيطر مقاتلون ينتمون لاتحاد مهلهل للمتمردين ويطالبون بإنهاء سنوات من الإقصاء من قبل الحكومة على العاصمة بانغي يوم الأحد، وأجبروا الرئيس فرانسوا بوزيزعلى الفرار.
وإطاحة ائتلاف متمردي سيليكا ببوزيز انتكاسة أخرى لجهود تبذل في إفريقيا لوضع أسس راسخة لحكم دستوري يتواءم والنمو الاقتصادي المنتعش في القارة وسط اقتصاد عالمي مضطرب.
وما حدث محرج للغاية لجنوب إفريقيا التي تسعى للظهور في صورة القوة الإقليمية ذات النفوذ في القارة، كما تستضيف هذا الأسبوع قمة مجموعة بريكس للدول الناشئة، وتستقبل الرئيس الصيني الجديد شي جين بينغ في أول زيارة يقوم بها لإفريقيا بعد توليه الرئاسة.
الجيش الفرنسي يؤمّن مطار بانغي
ومن جهته، قال رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، اليوم الإثنين، إن 13 جندياً على الأقل من جنوب إفريقيا قتلوا وأصيب 27 آخرون في القتال مع متمردين في جمهورية إفريقيا الوسطى.
وسيطر المتمردون على بانغي عاصمة إفريقيا الوسطى بعد قتال عنيف يوم الأحد، وأجبروا الرئيس فرانسوا بوزيز على الفرار، مما زاد من الحيرة حول من يحكم الدولة الغنية بالمعادن والواقعة في وسط قارة إفريقيا.
وقال زوما إن عدد القتلى، وهو الأكبر بالنسبة لجيش جنوب إفريقيا منذ عام 1994، لن يؤثر في رغبة بريتوريا في أن تصبح قوة إقليمية.
أما في باريس، فقد نشر الجيش الفرنسي تسجيل فيديو، اليوم الاثنين، لنشر القوات الفرنسية في جمهورية إفريقيا الوسطى لتأمين مطار العاصمة بانغي.
ولفرنسا 250 جندياً بالفعل في إفريقيا الوسطى، وقد أرسلت 300آخرين من الغابون منذ يوم الجمعة لتأمين المواطنين الفرنسيين والمنشآت الدبلوماسية في بانغي، وفقاً لما ذكرته وزارة الدفاع.
وقال مصدر دبلوماسي، أمس الأحد، إن المطار آمن، مضيفاً أنه في الوقت الحالي ليس هناك ما يدعو للقلق، إذ لا يوجد تهديد فوري ومباشر للرعايا الفرنسيين في البلاد.