أحد ركاب الطائرة الماليزية المنكوبة صعد إليها بجواز سفر مسروق، وعائد للإيطالي لويجي مارالدي، وهو من مدينة سيزينا الإيطالية، وعمره 37 سنة، وحي يرزق الآن في تايلاند، وفق ما بثته وكالة “أنسا” الإيطالية كخبر عاجل، كما ذكرت وكالة “رويترز” أن راكبا ثانيا اسمه كريستيان كوتسل، وهو نمساوي عمره 30 سنة، كان على لائحة الركاب، إلا أنه لم يكن هو من صعد إلى الطائرة، بل انتحل اسمه شخص آخر.
وقالت “أنسا” إن والدي مارالدي اتصلا برقم هاتفه حين طالعا اسمه واردا كالإيطالي الوحيد بلائحة الركاب، فرد عليهما من الجانب الآخر من الخط، واتضح أنه في تايلاند ولم يكن بين الركاب، وأن شخصاً انتحل شخصيته وصعد إلى الطائرة “بجواز سفره الذي تمت سرقته في أغسطس الماضي”، ووعدت الوكالة ببث المزيد من التفاصيل عن السرقة.
وكانت الطائرة الماليزية التي “سقطت” فجر اليوم السبت، لفتت اهتمام عدد من خبراء الطيران، ممن استغربوا “اختفاءها” المفاجئ في وقت كانت تحلق فيه وسط أجواء “آمنة” طيرانيا، ومن دون أن يرد من قائدها بلاغ عن عطل ما سبق اختفاءها، لذلك سارع بعضهم إلى تلميحات وترجيحات حتى قبل التأكد من أنها سقطت فعلا في البحر الصيني أو قرب جزيرة بفيتنام.
بين المدلين بترجيحاتهم مسؤولون بشركة الطيران الماليزية نفسها، ممن ذكروا أن السبب في اختفائها قد يكون نفاد وقود الطائرة التي كان من المتوقع هبوطها في مطار بكين، البعيد 3700 كيلومتر عن مطار كوالالمبور، بعد 6 ساعات من رحلة عادية تمت في أجواء مثالية لجهة الطقس الذي خلا من أي مشكلةـ كعواصف رعدية بشكل خاص.
وأول المؤكدين بأن شيئا عن عطل ما لم يرد من الطيار، كان نائب رئيس العمليات بالخطوط الماليزية، فؤاد شاروجي، الذي نقلت عنه الوكالات شرحه حين اختفت الطائرة عن الرادارات بأن هناك الكثير من المعلومات المشوشة بشأن مصيرها “وليس لدينا أي فكرة على الإطلاق بمكانها الآن” كما قال.
أكد شاروجي أيضا أن وقود الطائرة، عند فقدان الاتصال بها، كان يكفيها لأن تحلق 7 ساعات ونصف الساعة، ثم قال: “ومضى الآن أكثر من 10 ساعات منذ فقدانه” أي الاتصال بالطائرة.
خبراء بالطيران يتحدثون ويشككون
واختفت الطائرة فجأة عن مجال الرصد الراداري بعد ساعتين من التحليق “وهي أكثر المراحل أمنا خلال الرحلة” بحسب تأكيد ريتشارد كويست، وهو خبير مختص بشؤون الطيران وتحدث إلى “سي أن أن” صباح اليوم السبت، وذكر أن الشركة الماليزية تتمتع “بسجل طيران آمن” شارحا أن الطائرة جديدة اشترتها الشركة التي تملك 15 منها منذ 11 سنة فقط.
ومن الولايات المتحدة صدر استغراب آخر لسقوط “البوينغ 777-200” المفاجئ من غريغ فيث، وهو محقق سابق بالمجلس الوطني لسلامة النقل الأميركي، فذكر أنه كان بإمكان الطيار الإبلاغ عن أي عطل في الطائرة، “حتى ولو تعطل النظام الكهربائي فيها” لأن فيها بطاريات يمكن استخدامها لمدة محدودة “حتى لو تعطل محركاها وكل مصادر الطاقة فيها” على حد قوله.
من الهند أيضا تحدث موهان رانغاواثان، وهو مستشار بأمن الطيران وعضو “المجلس الاستشاري لأمن الطيران” في بلاده، فقال إنه “من النادر جدا جدا أن تفقد إحدى الطائرات الاتصال من دون أي عطل مسبق” مضيفا أن “البوينغ 777-200” هي “آمنة جدا، لذلك فاجأني ما حدث” بحسب ما نقلت عنه صحيفة “الغارديان” اليوم السبت.
لا تأكيد على “تحطم” الطائرة
مع ذلك لم تقرأ “العربية.نت” أي تصريح أو حتى تلميح لأحد، عن إمكانية أن تكون الطائرة تعرضت لعمل إرهابي، خصوصا ممن تتهمهم الصين بالإرهاب، أي “الأويغور” المسلمين في إقليم “شينجيانغ” على حدودها الغربية مع قرغيزستان، حيث شهد عام 2012 وحده 190 عملية “إرهابية” بحسب ما تقول السلطات الصينية.
والتوتر دائم في “شينجيانغ” بين “الهان” وهم أكثرية الصينيين الذين قضى منهم 152 راكبا بسقوط الطائرة، وبين الناشطين المسلمين، ممن يتحدثون اللغة التركية، ويقومون أحيانا بعمليات تصفها الصين بإرهابية، وآخرها عملية تمت في منتصف فبراير الماضي بحصيلة 15 قتيلا من الشرطة والمدنيين، اضافة الى المنفذين، وكانوا 3 انتحاريين.
وإلى الآن لم يؤكد أحد بأن الطائرة تحطمت فعلا، فوكالة “رويترز” نقلت السبت عن وزير النقل الماليزي هشام الدين حسين أن السلطات الماليزية لم تؤكد أن الطائرة “تحطمت بعد أن فقدت فوق بحر الصين الجنوبي” وانه لا يوجد “أي أثر لحطامها جنوبي جزيرة قبالة فيتنام” الا أن ضابط بحرية فيتنامي أكد للوكالة نفسها أنها تحطمت في البحر على بعد 153 ميلا قبالة ساحل جزيرة ثو تشو الفيتنامية.