فرانس برس – يعلن حزب العمال الكردستاني، الخميس، وقفاً تاريخياً للنار مع حلول رأس السنة الكردية، ويطلق الدعوة له زعيمه المسجون عبدالله أوجلان الذي لم يره إلا قلة من الأشخاص منذ العام 1999.
وبعد أشهر من التخطيط الدقيق مع وكالة الاستخبارات التركية، يطلق زعيم المتمردين الأكراد دعوة “تاريخية” لوقف إطلاق النار، كما قال نواب أكراد للصحافيين بعدما عقدوا لقاء معه الاثنين.
وهذه الدعوة التي تم الحديث عنها منذ أسابيع تأكدت الاثنين عقب الزيارة الثالثة التي قام بها وفد من نواب حزب السلام والديمقراطية الكردي التركي إلى مؤسس حزب العمال الكردستاني في سجنه، بجزيرة إيمرالي الواقعة في بحر مرمرة على مسافة غير بعيدة من اسطنبول.
وستسلم رسالة أوجلان إلى نواب أكراد يقومون بتلاوتها أمام حشد كبير متوقع في مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكردية في مناسبة عيد النوروز أو رأس السنة الكردية.
وسيتابع معظم سكان تركيا البالغ عددهم 75 مليون شخص، النداء الذي سيبث مباشرة عبر محطات التلفزة والإذاعات.
والوثيقة التي أعدها أوجلان من سجنه في جزيرة إيمرالي تم عرضها على مسؤولين في جبال قنديل وعواصم أوروبية وأنقرة للتشاور حولها حتى وصلت إلى صيغتها النهائية “كخارطة طريق للسلام”.
وبعد رسائل الرد التي تلقاها أوجلان، أعلن الزعيم الكردي للوفد الكردي الذي زاره أنه “آن الأوان لحل مسألة الأسلحة بسرعة ومن دون أن تهدر المزيد من الأرواح”.
وقال أوجلان في رسالة تلاها أحد زواره وهو صلاح الدين دميرطاش، رئيس حزب السلام والديمقراطية، إن إعلان وقف إطلاق النار “الذي يصادف الاحتفالات بعيد النوروز سيكون تاريخياً”.
وأضاف أوجلان في الرسالة “سيشمل النداء معلومات سارة تتعلق بالشقين العسكري والسياسي للحل”.
وأوقع النزاع الكردي المسلح ضد أنقرة حوالي 45 ألف قتيل منذ عام 1984.
وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، كشف في أواخر السنة الماضية عن محادثات السلام التي تجري بين الطرفين.
لكن المعارضة القومية في البلاد سارعت إلى التنديد بالمحادثات ووصل زعيمها دولت بهجلي إلى حد اتهام أردوغان “بالخيانة، وبيع البلاد إلى مجموعة من رجال العصابات الدمويين”.
وقال أمام حشد كبير من مؤيدي الحزب “لو تعطينا أمتنا السلطة، لكنا هدمنا إيمرالي وأحرقنا جبال قنديل”.
والإعلان عن النداء المقبل لوقف إطلاق النار يتبع بادرة سلمية أخرى لحزب العمال الكردستاني، وهي الإفراج، الأربعاء الماضي، عن 8 أسرى أتراك كانت تحتجزهم حركة المتمردين منذ سنتين في معقلها في شمال العراق.
وأردوغان الحريص على التوصل إلى حل، قال إنه سيجازف في هذه المسألة حتى لو كلفه الأمر مسيرته السياسية، رافضاً الاتهامات بأن أنقرة تقدم تنازلات إلى أوجلان لكي يعلن وقف إطلاق النار.
وقال في تصريحات متلفزة الثلاثاء “لا نخفي شيئاً عن أحد، قد نكون لا نتحدث كثيراً عن الأمر، لكن ذلك بسبب حساسية العملية. وكل ما نقوم به هو لمصلحة الأمة”.