أثار الزلزال الكبير الذي ضرب الأراضي الإيرانية، أمس الثلاثاء، المخاوف في المنطقة من حدوث كارثة إنسانية وبيئية في حال تعرض مفاعل “بوشهر” النووي أو أي من المواقع النووية الأخرى، لأضرار قد تؤدي الى تسريبات إشعاعية.
وبعد زلزال أمس الذي بلغت قوته 7.8 على مقياس ريختر والذي تسبب بانهيار مئات المباني والزلزال الذي سبقه الأسبوع الماضي (6.2 درجة على مقياس ريختر)، أعلنت السلطات الإيرانية عن خسائر محدودة جداً على الصعيدين المادي والبشري. كما لم يتحدث أي مسؤول إيراني عن المنشآت النووية، وما إذا كانت قد تعرضت لأية أضرار أو لا.
وشكك الخبير في الشأن الإيراني مدير مركز الدراسات الايرانية العربية في لندن، الدكتور علي نوري زادة، في حجم الخسائر التي أعلنتها الحكومة الايرانية من جراء الزلزالين، كاشفاً لـ”العربية.نت” أنها قد تكون أكبر بكثير مما تم الإعلان عنه.
مراكز تخصيب اليورانيوم
واتفق زادة مع التخوفات التي تسود منطقة الخليج حالياً من حدوث تسرب نووي أو كارثة بيئية تؤثر على المنطقة بأكملها. وقال: “إننا لا نثق بقدرات مفاعل بوشهر”، مشيراً الى أن العديد من المنشآت والمواقع النووية ممكن أن تكون قد تعرضت لأضرار بعد الزلزال بما في ذلك تلك التي يتم فيها تخصيب اليورانيوم.
وشرح زادة أن مفاعل بوشهر كان في السابق بالغ التحصين، وخضع لدراسة قبل سنوات طويلة تؤكد أنه قوي، إلا أن السلطات الإيرانية انتقلت في السنوات الأخيرة للاعتماد على التقنيات الروسية المتخلفة، بما يثير المخاوف حالياً من حدوث تسرب إشعاعي أو حدوث كارثة بيئية بشكل أو بآخر.
وأكد الخبير أن إيران ذات طبيعة تشهد الكثير من الكوارث والمشاكل البيئية وهو ما يجعل من برنامجها النووي تهديداً للبشر وللبيئة، سواء الآن او في المستقبل اذا حدث زلزال كبير أو كوارث بيئية أخرى.
يُذكر أن إيران شهدت العديد من الزلازل في السنوات الأخيرة، إلا أن الزلزال الاخير الذي ضرب المناطق الحدودية مع باكستان هو الأقوى منذ 40 عاماً، الا أن البعض يفسِّر سقوط عدد قليل نسبياً من الضحايا فيه بأنه يرجع الى كون المنطقة التي مثلت مركز الزلزال ليست ذات كثافة سكانية عالية، ولا يوجد فيها الكثير من المباني الكبيرة.