اختلفت الأحزاب السياسية الرئيسة في أمريكا حول صفقة تبادل خمسة من المعتقلين الأفغان في غوانتانامو مقابل العسكري الأمريكي المحتجز لدى طالبان، إذ حذر الجمهوريون أن الأمر قد يضع حياة الأمريكيين في خطر.
وقال السيناتور جون ماكين، إن بعض المحتجزين، الذين نقلوا إلى قطر، كانوا من بين “الأكثر خطورة”.
كما اعترضت أفغانستان على الصفقة، قائلة إن تسليم المسجونين إلى دولة ثالثة غير الدولتين المعنيتين، مخالف للقانون الدولي.
وكان الرقيب بوو برغدال( 28 عاما)، قد سُلم، إلى القوات الأمريكية في أفغانستان السبت.
وفي خطاب عاطفي الأحد قال والده، روبرت برغدال، إنه فخور بقدر استعداد ابنه لمساعدة أهل أفغانستان، ولكنه حذر أن شفاءه قد يتطلب وقتا.
وقال إنه لم يتحدث لابنه الذي يعالج حاليا في مستشفى عسكري في ألمانيا.
واعترض عدد من الجمهوريين على الصفقة محذرين أنها تضع سابقة مقلقة، وقد تعتبر تفاوضاً مع إرهابيين.
وقال ماكين في تعليقات لقناة “سي بي إس” التلفزيونية إن عناصر طالبان المفرج عنهم”ربما كانوا مسؤولين عن موت الآلاف”.
ولكن وزير الدفاع الأمريكي، الموجود حاليا في أفغانستان، رفض المزاعم بارتكاب أي أخطاء، قائلا إنه كان يجب على الجيش التصرف بسرعة “للحفاظ على حياة” الجندي الأمريكي.
وقال لقناة “إن بي سي” التلفزيونية “لم نتفاوض مع إرهابيين، وكما شرحت سابقا، كان الرقيب برغدال أسير حرب. إن هذه عملية عادية لاستعادة المعتقلين.”
وكانت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس قالت إن تدهور حالة برغدال الصحية هي التي تسببت في “الاستعجال”، وعدم الالتزام بقاعدة مهلة الـ 30 يوم.
أما الحكومة الأفغانية، التي لم تعلم بالصفقة إلا بعد تنفيذها، قالت إن الأمر “خرق القانون الدولي”، وناشدت الولايات المتحدة وقطر بـ”إطلاق سراح الرجال”.
ويعتقد أن المحتجزين الخمسة كانوا من أقدم المعتقلين الأفغان في غوانتنامو في كوبا إذ قبض عليهم أثناء حملة أمريكا العسكرية في 2001.
ومن ناحيته قال زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر، في بيان عام نادر له، إن الصفقة “نصر عظيم”.
ولكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال إنه تلقى ضمانات أمنية من قطر، التي قامت بدور الوساطة في الصفقة، بأنها ستتخذ “إجراءات لضمان الأمن القومي الأمريكي”.
ومنع معتقلو طالبان الذين أفرج عنهم من مغادرة قطر مدة عام على الأقل.
وكان برغدال الجندي الأمريكي الوحيد المعتقل لدى طالبان في أفغانستان. وكان يعمل في كتيبة مشاة قرب الحدود مع باكستان عندما اختفى في يونيو/ حزيران 2009.
وما تزال تفاصيل احتجاز برغدال غير واضحة، ولكن ثمة تكهنات بأنه ترك قاعدته بعد إصابته بخيبة أمل تجاه الحملة الأمريكية.