شن آية الله مصباح يزدي، مدير مؤسسة “الإمام الخميني” التعليمية وعضو مجلس خبراء القيادة، هجوماً شديد اللهجة ضد الرئيس الإيراني حسن روحاني، متهماً إياه بالكذب، ونصحه باسم “العلماء وكبار الشخصيات وأسر الشهداء” أن “لا ينخدع بالأميركان”، على حد قوله.
وجاء هجوم مصباح يزدي مساء الأربعاء في “حسينية الإمام خميني” بقم، رداً على تصريحات أدلى بها روحاني الأسبوع الجاري، لدى استقباله عدداً من الجامعيين الإيرانيين، وصف فيها منتقدي الاتفاق النووي مع الدول الكبرى بـ”حفنة من الأميين” تحركهم “جهات خاصة”.
وذكر موقع “رسا” الأصولي الناطق بالفارسية أن تصريحات مصباح يزدي المتشددة ضد روحاني تشكل سابقة منذ انتخابه رئيساً للجمهورية في أغسطس 2013.
الاتفاق النووي
وخاطب يزدي الذي يترأس “جبهة الصمود” الإيرانية المحافظة المتشددة حسن روحاني بالقول: “هؤلاء (روحاني وأعضاء حكومته) يقولون إنهم يرحبون بالنقد، إلا أنهم يكذبون، فهم لا يطيقون سماع كلمة واحدة”.
ويعتبر المحافظون المتشددون في السلطة الإيرانية أن الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى يمثل تراجعاً أمام الضغوط الدولية، ووصفه البعض منهم بالاستسلام.
وحسب التوافق النووي المبرم مع المجموعة المعروفة باسم 5+1، تنازلت إيران عن الكثير من أنشطتها النووية مقابل الرفع الجزئي عن العقوبات المفروضة عليها إلى أن تثبت حسن نواياها بغية إلغاء الحظر الاقتصادي المفروض عليها بالكامل.
وقال يزدي لحكومة روحاني بلغة النصيحة: “لا تنخدعوا بأميركا، ولا تسيروا وراء الرفاهية الوهمية، فهذه الرفاهية التي يعدونكم بها ما هي إلا كذبة لن تبلغوها بتاتاً، وحتى لو بلغتوها ما الثمن الذي ستدفعونه إزاء ذلك؟ لا تبيعوا كرامة الشعب ولا تضيعوا دماء آلاف الشهداء التي أريقت خلال ثلاثة عقود ونيف مقابل حفنة من الدولارات التي هي في الواقع أموالكم، إنه ضرب من الوهم”.
واختتم يزدي كلمته بالدفاع عن تدخل رجال الدين في السياسة والحكم، واصفاً الرئيس الإيراني روحاني بأنه “قاسي القلب”.
وأضاف: “هم يتساءلون (أعضاء حكومة روحاني) ما دخلكم (رجال الدين) في هذه الأمور؟ وما علاقتكم بالاقتصاد والسياسة؟ كيف تقولون هذا يا أيها الأميون”.