في الساعة الثالثة وثماني عشرة دقيقة من فجر اليوم الاثنين رحل لي كوان يو الأب المؤسس لسنغافورة وأول رئيس للوزراء بعد استقلالها وحصولها على الحكم الذاتي من بريطانيا في عام 1959 عن عمر الـ 91، ليعلن بذلك ختام حياة واحد من أشهر زعماء القارة الآسيوية والعالم في القرن العشرين.
وتمكن لي كوان ذو الجذور الصينية والمولود في عام 1923 من تحويل سنغافورة من جزيرة مليئة بالمستنقعات والبعوض إلى مركز مالي عالمي واستثماري تكتظ فيه ناطحات السحب، وقفز فيه دخل الفرد 3 مرات، ويعد من بين أقل حكومات العالم فسادا.
واشتهرت مقولة لي كوان عن حلمه بتحويله “سنغافورة من واحة من العالم الأول في منطقة من العالم الثالث “وهذا ما تحقق على أرض الواقع وألهم العديد من الدول بما فيها الصين، التي نمت وتعملقت بعد اتباعها نهجه الاقتصادي المعتمد على الرأسمالية المقيدة بالتدخل الحكومي لضبطها و تنظيمها.
ولكن طريق لي كوان يو لصناعة نجاح سنغافورة لم يكن ممهدا. وكانت مصادر الدخل الشحيحة وعدم التجانس السكاني الذي يجمع خليطا من الملاويين والصينين والهنود، وتنوع الثقافات واللغات والأديان داخل البلد الصغير، بمثابة عوائق جسيمة أدرك القائد السنغافوري صعوبة اجتيازها منذ اليوم الأول لاستقلالها ومن ثم انفصالها عن ماليزيا عام 1965 التي يسميها بـ”لحظة الكرب”. ويقول لي كوان هذه الظروف الصعبة: “سنغافورة أمة لم يكن يفترض أن تولد. التاريخ وقت طويل، وقد قمت بمغامرتي”.
ويعرف لي كوان بعقليته العملية وشخصيته القوية الواقعية ويقول البعض إنه يجمع بين الخليط الساحر من الجاذبية والخوف. صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية كتبت في رحيله أن سمات شخصيته انعكست على أمة بالكامل، أمة عملية، وغير عاطفية، وطموحة تتطلع للأمام. ولكن كوان جرب الفقر وخشنت عواطفه ومشاعره في الواقع العالمي الذي لا يرحم. ووصف نفسه في واحد من كتبه بـ”مقاتل الشارع، وقال: “إذا استطعت أن تنال مني وتؤذيني فافعل. و لكن لا يمكن أن تحكم مجتمعا صينيا سوى بهذه الطريقة”.
هذه الروح المقاتلة والرغبة الفولاذية بالنجاح التي جعلته يحصل على مرتبة الشرف في دراسة القانون من الجامعة الشهيرة كامبردج ليعود بعدها ويبني بلاده من الصفر وينتشلها متجاوزة حجمها الصغيرة وعوائق الطبيعة، وتعود تلك الروح المقاتلة في نشأتها إلى أيام الاحتلال الياباني لبلاده الذي ترك ندوبا في روحه ودروسا ليتعلم منها طوال حياته. هذا الاحتلال المهين الذي كاد أن يفقد حياته خلاله، جعله يرى كيف تركع الشعوب الضعيفة وكيف يذل أهلها الفقراء ويخضعون لأنهم جائعون. وقال كوان عن هذه التجربة المريرة :”رأيت في الاحتلال الياباني لسنغافورة كيف يخضع الناس لأنهم يريدون الحياة والطعام. تعلمت بعد ذلك ماذا تعني القوة”.
ظروف نشأته ساهمت في تشكيل شخصيته الكارهة للعواطف المنفعلة الهائجة والمحبة للانضباط واتخاذ القرارات بهدوء بعد أن تبرد المشاعر الغاضبة. في حواره مع الصحافي الأميركي توم بليت الذي نشره في كتابه “حوار مع لي كوان يو”، يصف الزعيم السنغافوري والده بالشخص الذي لم يكن قادرا على ضبط أعصابه لذا كان يهتاج غضبا على أتفه الأسباب ويضرب الولد الصغير، الأمر الذي ترك جروحا غائرة بداخل أمه الحزينة الحكيمة الهادئة التي آمن من خلالها بقوة المرأة السنغافورية وقدرتها الفاعلة بالمشاركة في صنع مستقبل سنغافورة.
وتعرض لي كوان يو لانتقادات مستمرة من الصحافة الغربية التي تتأرجح بين الإعجاب بعبقريته وقدرته على النجاح، وبين ما تصفه بالنظام التسلطي الناعم الذي يؤمن بالحكومة المركزية وانخفاض مستوى حرية التعبير الشعبي والصحافي . ورد لي كوان يو على هذا الانتقادات بإجابة واحدة: “لا يهم ما يقوله الآخرون عني، المهم ما يقوله السنغافوريون. يمكن أن تسميني براغماتيا نفعيا. أنا مهتم بماذا يعمل ويتحقق النجاح”.
ويفتخر لي كوان يو أن بلاده خالية من الإيديولوجيا مثل خلو المشروبات الغازية من السكر. “إيديولوجيا سنغافورة الوحيدة، كما ذكر في حوار مع صحيفة “نيويورك تايمز”، هي “الآلية الناجعة التي تعمل. سنجربها ونرى، إذا عملت سيكون ذلك جيدا وسنستمر، وإذا لم تعمل، سنتخلص منها، ونجرب غيرها”.
بعد حكم لي سنغافورة لأكثر من ثلاثة عقود كرئيس للوزراء من خلال حزب العمل الشعبي الذي اكتسح الحياة السياسية في البلاد لعقود وبعد أن تنازل عن الحكم طوعا في عام 1990، أصبح “الوزير الأعلى” التي تنعكس ظلاله على ناطاحاته وبحيراته. الصحافيون يذهبون إلى سنغافورة لمقابلته أولاً قبل حتى أن يلتقوا رؤساء الوزراء الذين تتلاشى أهميتهم بجانبه على الرغم من أنه يعمل من بيته سأله أحد الصحافيين منتقدا هذا القبضة الحديدية رغم الغياب فأجابه بشبه اعتراف: “لا يمكن أن نغامر ونسمح لما حققناه بالتراجع”.
روج لي كوان مرارا لما أسماه بـ “القيم الآسيوية” وهي حملة أخلاقية وسلوكية معارضة للقيم الغربية التي تؤمن بحرية الفرد في الحياة و التعبير على حساب قيم المجتمع. القيم الآسيوية تقلل من أهمية الحرية الفردية إذا كانت على حساب خير المجتمع الذي سيشمل الجميع، كما يقول. كما أنه أحد المخلصين لقيم تطوير الذات التي تحرض السنغافوريون على الابتسام وتعلم اللغة الإنجليزية وتجنب رمي القمامة من الشرفات والبصاق في الشارع والتخلص من “العلكة” بعد مضعها. شوارع سنغافورة لامعة وشديدة النظافة بسبب العقوبات المالية على من يبصق لعابه أو علكته. ويسخر بعض من المعلقين من هذه القوانين التي يصفونها بالغرابة. ورد لي كوان على هذه الضحكات الساخرة بقوله: “دعهم يضحكون. لو لم نقم بهذه الجهود لأصبحت شوارعنا قذرة وشخصياتنا وقحة”.
في يوم توديع لي كوان يو أيقونة سنغافورة وأبوها المؤسس، آخر ما يفكر السنغافوريون وملايين المعجبين بتجربته هو الضحك على ما قاله أو فعله.
بس يصير عنا رئيس يعجب كل الطوايف وترضى عنه كل الضيّع رح نعمل متلهم وأكتر .. هلأ حالياً نحنا مشغولين بتدمير البلد مشان نرجع نعمرها من وأول وجديد، بس حالفين يمين ما نبلش عمار قبل ما نهبط كل البيوت
اعانكم الله يا شاميه وانشا الله بكرا بتعمروها احلى وأحسن من الاول
شكراً تيّم الله يسمع منك، مع أنه الله بيسمع من الكل المشكلة ببعض السوريين يلي لا بدهم يسمعوا ولا بدهم يشوفوا حتى .. وطبعاً البركة بـ غير السوريين يلي وضع بلادهم مزري ومع هيك بشوف تعليقاتهم المحرضة بالمواضيع السورية … فعلاً مثلٌ أعلى في الإيثار 😉
بريطانيا أقتطعت سنغافوره من ماليزيا المسلمه لأضعافها وحرمانها من (سنغافوره) الميناء الإستراتيجي لماليزيا. ومنحتها للبوذيين بسنغافوره .
نفس ما فعلته بريطانيا بفلسطين أعطتها لليهود,لاقامة دوله أسرائيل.
بريطانيا اقتطعت غرب تيمور من (أندونيسيا) … و تم إقتطاع الاحواز العربيه و الجزر الخليجية الثلاث ومنحها لايران.
سبتة و مليلة و جزر ليلى العربية المغربيه و ومنحها لاسبانيا.
جزر البحر الأحمر العربية (صنافير وتيران ) السعوديه ومنحها لاسرائيل.
سنغافورة بلد جميل و رااااائع بكل المقاييس!
صدقا، مثل هذه الشخصيات هي من يستحق التقدير و الاعجاب و إحياء ذكراها!