العربية- ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الرئيس الإيراني حسن روحاني غيّر بشكل كلي مواقف بلاده من إمكانية التدخل العسكري إلى جانب نظام الأسد.
واعتبرت الصحيفة أن روحاني حدد سقف الدعم الإيراني لدمشق في حال ضربة عسكرية عندما تحدث عن إرسال المساعدات الطبية والإنسانية لا أكثر.
وتتزامن تصريحات روحاني مع تصريحات مسؤولين آخرين بأن طهران ستواصل دعمها لدمشق لآخر اللحظات، ما جعل الموقف الإيراني من الضربة الغربية لدمشق غير متناسق حتى الآن.
فيما جاءت منذ أيام قليلة تصريحات أخرى لوزير الخارجية الإيراني الجديد عندما اتهم النظام السوري باقترافه أخطاء كبيرة جعلت الوضع يصل إلى هذا الحد.
توجيه الأنظار نحو طهران
وتحدث الكاتب والمحلل السياسي صالح السعيدي لنشرة الرابعة على “العربية” قائلاً إن الموقف الإيراني ليس متضارباً وإنما هو إعادة لقراءة المعطيات، مؤكداً أنه لا مجال لأي مساعدة إيرانية في حرب صاروخية تكنولوجية تقودها الولايات المتحدة الأميركية.
وأوضح أن الإيرانيين تحولوا من الحديث حول مرحلة ما قبل الضربة العسكرية إلى استيعاب ما بعد الضربة لإدراكهم أنها ضربة حاسمة لا تراجع فيها.
ويرى السعيدي أن إيران ترى في نجاح الضربة العسكرية في سوريا فاتحة على ضربة عسكرية مقبلة لطهران بسبب المشروع النووي الإيراني.
واستبعد السعيدي توجه إيران لإثارة القلاقل في دول الخليج لأنها ستلجأ له فقط اذا كانت هي المستهدفة في المرحلة المقبلة عندما يزيد الضغط الاميركي أو الغربي عليها بسبب الملف النووي.
وأشار الى صعوبة أي تحرك إيراني في هذه المرحلة الحرجة حتى لا يتم استفزاز الغرب وأميركا وبالتالي توجيه الأنظار صوب طهران حال الانتهاء من الضربة العسكرية ضد دمشق.
رسالة موجهة إلى طهران وحزب الله
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد وجّه سهامه نحو طهران، واعتبر أن الضربة العسكرية على دمشق رسالتها موجهة أيضاً إلى إيران وحزب الله.
وردّ المرشد آية الله علي خامنئي على الموقف الأميركي أمام مجلس الخبراء عندما اعتبر أن اتهام النظام السوري باستخدام الكيماوي ما هو إلا حجة لإسقاط نظام الأسد.
أما قائد فريق القدس فرقة النخبة في الجيش الإيراني قاسم سليمان فحذر من أن الضربة الأميركية هدفها تكسير ما يسمّي “محور المقاومة”، وجدد دعم إيران ومساندتها لدمشق.