حذّر الزعيم الروحي لحركة “شاس” الدينية في إسرائيل، عوفاديا يوسيف، من حرب أهلية طاحنة يمكن أن تفتك بالإسرائيليين، في حال سعت الحكومة الإسرائيلية القادمة لفرض التجنيد الإلزامي على اليهود “الحريديم”.
وجاء هذا التحذير في رسالة خطية موجهة للرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، تسلمها أثناء استقباله قياديين من حركة شاس الخميس، في سياق استماعه لتوصيات الأحزاب المنتخبة للكنيست الـ19، حول هوية الشخص الذي يوصون به لتشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة، علما أن معظم الأحزاب أوصت بتكليف بنيامين نتنياهو، الذي حصل حزبه على عدد المقاعد الأكبر في الانتخابات، بالمهمة.
وتشهد إسرائيل خلافات جادة في المواقف والأيدولوجيات بين الأحزاب المرشحة لدخول الائتلاف عشية البدء بالمفاوضات لتشكيل الحكومة مطلع الأسبوع القادم، خاصة بين رئيس حزب “ييش عتيد”، يائير لبيد، الذي حصل حزبه على 19 مقعداً وحل ثانيا، وبين الحركات الدينية الحريدية وأبرزها حركة شاس، وذلك على ضوء اشتراط لبيد دخول حكومة نتنياهو بفرض التجنيد الإلزامي على الجميع، وهو يرمي من وراء الخطوة إلى تجنيد المتدينين اليهود، إضافة إلى تجنيد العرب، وهو الأمر الذي ترفضه حركة شاس، وتعتبره مساً بطلاب المدارس اليهودية الذين يهتمون بالحفاظ على التوراة وتعاليمها، فيما يرفضه العرب لأسباب أخرى.
والحرب التي يحذّر منها الزعيم الروحي لحركة شاس ، هي حرب بين المتدينين الذين يرفضون التجنيد، والعلمانيين الذين انتخبوا لبيد ليمثّلهم في الكنيست، والذي رفع شعار المساواة بالعبء للجميع خلال حملته الانتخابية.
وكتب يوسيف في رسالته، بحسب صحيفة “معاريف”، “إذا لم تكن هناك مفاوضات جادة تفضي إلى حلول ملائمة، فإن هذا الأمر سيؤدي إلى حرب أهلية حقيقية تمزّق وتفرّق الشعب اليهودي في أرض إسرائيل”.
وتابع في الرسالة التي خاطب بها بيريز: “عليك استغلال تأثيرك من أجل التوفيق بين القلوب والحيلولة دون تمزيق صفوف الشعب، والحث على التوافق بالطرق المنطقية، وتفادي الطرق التي تخلق شرخاً، وذلك للحفاظ على وحدة شعبنا”.
وحذّرت حركة شاس بأنها لن تدخل الحكومة بأي ثمن، مشيرة إلى أن هناك خطوطاً حمراء لا يمكنها تجاوزها فيما يتعلق بالحفاظ على التوراة وتعليمها، وستكون خارج الائتلاف فيما لو أخذ نتنياهو بشرط لبيد المتعلق بقانون التجنيد الذي يقترحه.
ويصطف حزب “يهدوت هتورا” الديني أيضا إلى جانب حركة شاس في محاولة لخلق جسم مانع أمام لبيد ومقترحاته.
يذكر أن هناك صراعاً حقيقياً بين المتدينين والعلمانيين في إسرائيل بعضه يأخذ منحى عنيفاً جداً، وهناك أحياء يهودية في القدس المحتلة تعتبر نقاطاً ساخنة بين الفريقين.
حسسبنا الله ونعم الوكيل
الله يرد كيدهم في نحورهم……..