طالب المنظر الإصلاحي الإيراني المسجون مصطفى تاجزاده المرشد علي خامنئي بتغيير سياسته تجاه الملف السوري قائلا: “الفشل في السياسة الخارجية الإيرانية الذي تسبب في ضياع إيران وعزلتها في السنوات الأخيرة بات واضحا ومعروفا للجميع، انطلاقا من هذه الحقيقة يجب على المرشد أن يعرف بأنه حان الوقت ليستغل آخر الفرص المتاحة لمعالجة الأمور وإلا ستؤدي هذه السياسة الخاطئة إلى ما لا يحمد عقباه، وقد يتضرر البلد والشعب أضراراً جسيمة لا يمكن تفاديها أو تعويضها في المستقبل.
وأضاف تاج زاده في رسالة موجهة إلى المرشد علي خامنئي، “بعد سماعي لتصريحاتكم لدى استقبالكم لأعضاء مجلس الخبراء شعرت بأنه من الضروري التعليق على ما جاء في تصريحاتكم، خاصة وأن الظروف التي تمر بها المنطقة عامة وإيران خاصة حساسة للغاية، لذا أرى من حق أي إيراني يحب وطنه أن يدلي بآرائه ويعطي رأيه كي يتمخض عن جميع الآراء رأي أصوب ويتم اتخاذ قرار أفضل لتفادي أخطار المرحلة المقبلة”.
وقال تاج زاده: “أتفق مع المرشد بأن (التكفيريين) هم نوعان؛ نوع سني ونوع شيعي، وكلا الفئتين أساليبهم غير إنسانية وغير أخلاقية وندين أعمالهم بشدة) ولكن أتمني أن تكون هذه التصريحات مقدمة مفيدة للذين لا يزالون ينظرون للإمور بنظرة ضيقة، ويكفرون من يخالف رأيهم، يجب على التكفيريين الإيرانيين في السلطة أن يأخذوا الدروس ولا يخالفون الديمقراطية وحقوق الإنسان وأن يحترموا كل المواطنين الإيرانيين بغض النظر عن عقائدهم وتطلعاتهم السياسية والفكرية”.
وفيما يخص القضية السوري قال تاجزادة: “لقد أعلنت عن موقفي ورأيي عن قضية الشعب السوري مسبقا ومازلت مصرا على تلك القناعة وهي أن الذي تسبب في كل هذا التدهور والخراب الذي ألم بسوريا والشعب السوري هو بشار الأسد وحزبه البعثي. لأن الشعب السوري أجاب الشوارع قبل عامين وطالب بسلمية تامة منتقدا السياسة الديكتاتورية للنظام وهذا حق طبيعي لكل الشعوب، ولكن قمع الشعب السوري بواسطة بشار الأسد بشكل وحشي، وتصرف نظامه أمنيا مع المطالب المشروعة للشعب السوري واتخذ سياسة الضرب بيد من حديد، هذه التصرفات الحمقاء هي التي تسببت بالنزاعات المسلحة وأعطت الفرصة للأحزاب بأن تدخل السلاح وتجر الشعب السوري إلى ما هو عليه اليوم من دمار وحرب أهلية، كما أنني لا أشك بأن الأولوية للولايات المتحدة في سياساتها تجاه ما يحدث في المنطقة هو تأمين مصادر النفط في المنطقة والحفاظ على أمن إسرائيل، والأمور الأخرى تأتي في الأمور الثانوية، ولكن رغم كل هذا فإن الحرب في سوريا ليست حرب الحق ضد الباطل أو الكفر ضد الإسلام، كما لم تكن الحرب في العراق حرب الإسلام ضد الكفر، ولو أن النزاعات في المنطقة اليوم تنسب إلى الإسلام وغير الإسلام لكن ليس هكذا. يجب علينا أن نسعى ألا تبدأ حرب في سوريا وإذا بدأت فهي ليست حربا بين الإسلام والكفر، وهذه الحرب لم تكن حرب الشعب الإيراني ولم تكن ضدنا.. لو لم نتجنب هذه الحرب ستتضرر إيران أضرارا لا يمكن جبرانها في المستقبل.
وطالب تاج زاده خامنئي باتخاذ موقف شجاع لإنقاذ إيران من الكارثة التي باتت تظهر معالمها وهي تجنب الحرب في سوريا قائلا: “كنتم من دعاة شعار “حرب حتى انتهاء الفتنة في العالم” في أيام الحرب الإيرانية العراقية، ولكن بعدها استطعتم وقف الحرب وكانت النتائج إيجابية أكثر من خسائر الحرب، وكنتم من ساهم بحلحلة قضية الرهائن للسفارة الأميركية في طهران رغم أنكم ما زلتم تعتقدون بأن أميركا هي الشيطان الأكبر، ولكن المصلحة العليا دعتكم إلى اتخاذ قرار إطلاق سراح الرهائن آنذاك، إذن بإمكانكم تجنب الحرب في سوريا كما يجب على المرشد أن يلجم عنان دعاة الحرب الذين يعتبرون أنفسهم من محبيه والمنتمين لخطه، هؤلاء المطبلين للحرب يجب على المرشد أن يلجم عنانهم ويحتويهم ويمنعهم من التمرد على القانون والمصلحة العليا للوطن والشعب.