(رويترز) – تحيي سراييفو يوم السبت ذكرى مرور مئة عام على حادثة اغتيال أشعلت فتيل الحرب العالمية الأولى.
وتبعث المدينة في هذه المناسبة برسالة وحدة في بلد منقسم وقارة تعاني من الخلافات الاجتماعية والاقتصادية.
ويتضمن احياء الذكرى عددا من الأنشطة الثقافية والرياضية وسيصل إلى ذروته عندما تعزف أوركسترا فيينا السيمفوني في سراييفو التي شهدت اغتيال الأمير فرانز فرديناند ولي عهد النمسا والمجر وزوجته بالرصاص في صباح أحد أيام شهر يونيو حزيران 1914.
وكان شاب من صرب البوسنة يبلغ من العمر 19 عاما ويدعى جافريلو برينسيب قد نفذ عملية الاغتيال التي أطلقت شرارة حرب بين الدول العظمى راح ضحيتها أكثر من عشرة ملايين جندي وأسقطت امبراطوريات وأعادت تشكيل النظام العالمي.
وبحلول نهاية القرن العشرين كانت سراييفو تحت حصار قوات صرب البوسنة أثناء انفصال البوسنة الدامي عن يوغوسلافيا السابقة. وبينما تسعى البلاد للتصالح مع تاريخها تباينت مواقف الاطراف المختلفة من دوافع برينسيب والأثر الذي تركه في التاريخ.
ويرى زعماء صربيا وصرب البوسنة في برينسيب بطلا لذا قرروا مقاطعة فعاليات احياء الذكرى في سراييفو وعبروا عن غضبهم مما وصفوه بأنه محاولة للربط بين الحرب العالمية الأولى وحرب البوسنة وإلقاء اللوم عليهم.
وفي مدينة فايزجراد الشرقية المطلة على نهر درينا سيعاد تمثيل حادثة الاغتيال ومحاكمة برينسيب. وترتبط المدينة في ذاكرة الكثيرين في منطقة البلقان ببعض من أفظع الجرائم التي ارتكبتها قوات صرب البوسنة بين عامي 1992 و1995.
وستعزف أوركسترا فيينا السيمفوني في قاعة فيتشنيتشا التي حضر فيها فرديناند حفل استقبال يوم 28 يونيو حزيران 1914 ثم انصرف في سيارة مكشوفة مع زوجته صوفي إلا أن السائق سلك طريقا خاطئا وأطلق برينسيب النار عليهما.
وهاجمت النمسا الصرب بعد الاغتيال بشهر وسارعت الدول العظمى بالمشاركة في القتال. واحترقت قاعة فيتشنيتشا التي أصبحت فيما بعد المكتبة الوطنية عام 1992 بنيران قوات صرب البوسنة واحترق نحو مليوني كتاب.
وقال كليمينز هيلزبرج رئيس الأوركسترا وعازف الكمان الرئيسي في مؤتمر صحفي يوم الجمعة “إنها حفلة رمزية في مكان رمزي.. نريد تقديم رؤية لمستقبل مشترك في سلام.”
وكشف الصرب يوم الجمعة النقاب عن تمثال لبرينسيب في شرق سراييفو. وقاموا بترميم منزل عائلته الذي احترق أثناء حرب البوسنة ليصبح متحفا سيتم افتتاحه يوم السبت.