قال مصدر دبلوماسي غربي رفيع المستوى، يشارك منذ سنوات في المفاوضات الجارية مع إيران حول ملفها النووي، إن طهران استأنفت منذ ثلاثة أشهر وبوتيرة متسارعة أنشطة تحويل اليورانيوم المخصب بنسبة 20% إلى وقود، يقول الإيرانيون إنهم يستخدمونه لتشغيل مفاعل الأبحاث السلمية في طهران، ويشتبه الغربيون في أن بعضاً من هذا اليورانيوم ستكون له استخدامات عسكرية في إطار البرنامج النووي الإيراني.
المصدر الغربي الذي كان يتحدث قبل أيام من موعد الجولة الجديدة من المفاوضات بين الدول الست الكبرى (الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا) وإيران، والمقررة يوم الثلاثاء المقبل في ألما آتا بكازاخستان، قال إن قلق الأسرة الدولية أصبح خمسة أضعاف ما كان عليه في السابق، خصوصاً في ضوء تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الصادر الخميس أن إيران نشرت جيلاً جديداً من أجهزة الطرد المركزي (التي تستخدم للتخصيب) في منشأة نطنز والمعروفة بـ”اي-ار 2″، وتتميز هذه الأجهزة بقدرتها على التخصيب بوتيرة أسرع من ثلاث إلى خمس مرات من الوتيرة المعتمدة حتى الآن مع الجيل القديم لأجهزة التخصيب ( اي-ار 1).
وفي هذا المجال، أكد المصدر الدبلوماسي الغربي، في جلسة مغلقة بين دبلوماسيين وخبراء وعدد محدود من الصحافيين من بينهم مراسل “العربية.نت”، أن “تطوير وتسريع قدرات الإنتاج الإيرانية سيجعل من الفترة الزمنية التي تفصل إيران عن الوصول إلى مرحلة الاقتدار النووي أقصر مما كانت عليه”.
وأعطى خبراء فرنسيون يعكفون على مراقبة تطور البرنامج النووي الإيراني أرقاماً تدعم ما يقوله المصدر الدبلوماسي الغربي.
أحد هؤلاء الخبراء يقول إن قدرة إيران على التخصيب بنسبة 20% حالياً، أي قبل تشغيل أجهزة الطرد المركزي المتطورة ( اي-ار 2) التي تم نصبها في منشأة نطنز مؤخراً وعددها 280، هذه القدرة تبلغ 14 كيلوغراماً في الشهر الواحد، وإذا علمنا أن إيران نجحت حتى الآن في تخصيب 167 كيلوغراماً من أصل الـ240 كيلوغراماً المطلوبة لإنتاج القنبلة النووية، هذا يعني، ومن خلال عملية حسابية بسيطة، أنه سيكون أمام الإيرانيين بضعة أشهر فقط لدخول النادي النووي، هذا إذا لم نأخذ في الاعتبار دخول أجهزة الطرد المركزي الجديدة على خط “التخصيب السريع”.
وأجهزة التخصيب القديمة المنصوبة في منشأتي نطنز وفوردو تبلغ 12 ألفاً، من بينها 8500 تعمل ليلاً نهاراً.
ولم يخف الدبلوماسي الغربي تشاؤمه إزاء احتمالات نجاح الجولة التفاوضية الجديدة في كازاخستان والتي لن تكون برأيه أفضل من جولات اسطنبول وبغداد وموسكو.
وأشار المصدر إلى أن الإيرانيين تهربوا في معظم الأحيان من دعوة الولايات المتحدة إلى إجراء محادثات ثنائية معهم، وكانوا يتجاوبون فقط مع طلبات الروس والصينيين في هذا المجال.
وتطرق الدبلوماسي نفسه إلى “العرض الغربي” الجديد الذي سيقدمه “الستة الكبار” إلى الجانب الإيراني في ألما آتا يوم الثلاثاء المقبل، مكتفياً بالقول إنه تطوير لاقتراحات سابقة لكنه لا يشكل ثورة ولا قطيعة معها، لكنه رفض الخوض في تفاصيل العرض لأنه لن يكون من اللائق، كما قال، أن يعرف عنه الإيرانيون من وسائل الإعلام قبل أيام قليلة من موعد اللقاء بهم.
وعن تأثير العقوبات على الاقتصاد الإيراني، قال المصدر نفسه إن خسائر القطاع النفطي وحده بلغت حتى الآن 49 مليار دولار، وهو ما يشكل 8% من الناتج القومي الخام في إيران.
وهذه العقوبات هي موضع تشاور دائم بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وهناك اتجاه إلى منع استخدام اليورو أو أي عملة أخرى في أوروبا في التعاملات بين إيران والدول التي تخرق الحظر المفروض على التعامل مع طهران في مجالات معينة.