“آسف جداً، ولكني لا أريد تدفق اللاجئين السوريين غير المقيد في بلادي، فتركيا ليست معسكراً للاجئين.”

Prime Time News - 07/07/2016 -  إعلان اردوغان.. صادم

تلخص هذه التغريدة التي بعث بها مستخدم تركي الردود التي عبر عنها كثيرون على الملاحظة التي أدلى بها يوم الأحد الرئيس رجب طيب أردوغان، والتي قال فيها إن اللاجئين السوريين الذين لجأوا إلى تركيا قد يمنحوا الجنسية التركية في نهاية المطاف.

لم يوضح الرئيس التركي كيفية تنفيذ هذه الفكرة، أو المستفيدين منها أو الشروط التي ينبغي توفرها في السوري لكي يمنح الجنسية التركية. كان الأمر مبهماً، ولكن مع ذلك أثار مقترح أردوغان عاصفة من الاستنكار في وسائل التواصل الاجتماعي.

فقد أصبح هاشتاغ #UlkemdeSuriyeliIstemiyorum (الذي يعني “لا أريد سوريين في بلادي) واحداً من أكثر المواضيع تداولاً في تويتر على نطاق العالم.

وقال مراد أردوغان، وهو خبير في شؤون الهجرة “منح الجنسية لـ 3 ملايين شخص بهذه البساطة؟ هذا أمر غير مسبوق.”

ومضى محذراً “لم تطبق تركيا سياسة إدماج (المهاجرين) إلى الآن، وإذا منحنا الجنسية لهؤلاء دون إدارة العملية بشكل دقيق سيؤدي ذلك إلى نشوب توترات خطيرة في مجتمعنا.”

واعتمدت تركيا سياسة الباب المفتوح إزاء اللاجئين السوريين منذ اندلاع الانتفاضة في بلادهم قبل سنوات خمس، وهناك اليوم أكثر من مليونين و700 ألف سوري يقيمون في تركيا.

لم يمنح هؤلاء صفة لاجئين، ولكنهم من وجهة النظر القانونية يعتبرون “ضيوف” بموجب نظام حماية مؤقت ينص عليه ميثاق جنيف لعام 1951.

يعيش زهاء 10 بالمئة من اللاجئين السوريين في تركيا في أكثر من 20 مخيم للاجئين منتشرة في شتى أرجاء البلاد، أما الآخرون فيقيمون في مختلف المدن التركية وفي ظروف مزرية في أغلب الأحوال.

يقول إبراهيم كافلاك من جمعية التضامن مع طالبي اللجوء والمهاجرين، “سيكون لمقترح أردوغان أثر نفسي إيجابي على السوريين الموجودين في تركيا، وأعتقد أنهم سيحاولون التقيد بالقوانين والابتعاد عن التورط في الجريمة من أجل الوفاء بشروط التقدم لطلب الجنسية.”

ومضى للقول “أعتقد أن من شأن هذا المقترح أضعاف الرغبة لدى اللاجئين في التوجه إلى القارة الأوروبية.”

يذكر أن تركيا توصلت إلى اتفاق مع الاتحاد الاوروبي في آذار / مارس الماضي بهدف إيقاف تدفق المهاجرين إلى القارة الأوروبية.

وبموجب هذا الاتفاق، تعهدت بروكسل بمنح تركيا معونات مالية تبلغ 6 مليارات يورو لغرض تحسين ظروف اللاجئين السوريين المقيمين فيها.

لكن مراد أردوغان يتساءل “إذا منح السوريون الجنسية التركية، لماذا سيمنح الأوروبيون المعونات لتركيا؟”

ويعتقد خبير الهجرة أن من شأن خطوة كهذه جعل بروكسل تمتنع عن رفع شرط الحصول على تأشيرة سفر بالنسبة للمواطنين الأتراك الراغبين بالسفر إلى أوروبا، وهو شرط أساسي من الشروط التركية في الاتفاق الأخير.

وقال “إذا منحنا كل سوري جواز سفر تركي وقلنا لهم الآن يمكنكم السفر إلى أوروبا، كيف سيتمكن الأوروبيون من التعامل مع ذلك؟”

تشير نتائج استطلاعات الرأي التي اجريت في تركيا إلى أن أقل من 10 بالمئة من الأتراك يؤيدون فكرة منح الجنسية التركية للاجئين السوريين، رغم الترحيب الذي غمرت به أغلبية الأتراك السوريين القادمين.

تقول أحزاب المعارضة إن الفكرة ليست إلا خدعة سياسية من جانب أردوغان يهدف من ورائها إلى تعزيز قاعدته الشعبية قبيل الانتخابات المقبلة أو قبل أي استفتاء قد يقرر إجراؤه لتعزيز سلطاته الدستورية.

فإذا نفذت هذه الفكرة، سيكون بإمكان أكثر من مليون ونصف المليون سوري التصويت في الانتخابات المقبلة.

يقول والي اغبابا، وهو نائب معارض، “من الواضح أن الحزب الحاكم ليس مهتماً بمستقبل هؤلاء الناس بل هو مهتم بالمكاسب السياسية التي قد يجنيها.”

أما زعيم حزب الحركة القومية المعارض دولت بهتشلي، فقد ذهب إلى أبعد من ذلك إذ قال إن منح الجنسية التركية للسوريين الوافدين قد يؤدي إلى اندلاع صراعات اثنية واضطرابات.

يقول مراد أردوغان “لا يستطيع المهاجرون السوريون التحدث بالتركية، ومعظمهم ذوو تعليم متدن، ونصفهم تقريباً أميون.”

ويمضي للقول “تبلغ نسبة البطالة في تركيا 10 بالمئة، وسيؤدي التنافس على فرص العمل إلى مضاعفات واحتكاكات مع المجموعات الاثنية والدينية التركية الأخرى. وأخشى أيضاً أن هذا القرار سيشجع المزيد من المهاجرين على المجيء إلى تركيا.”

ولكن السوريين ينظرون إلى المقترح من زاوية أخرى، فريبال الزين، الذي يقيم في تركيا منذ 6 شهور بعد هربه من القتال الدائر في مدينة حلب السورية، يرى في تعهد الرئيس أردوغان سبباً للتفاؤل.

ويقول “إن الحياة بالنسبة للشعب السوري صعبة جداً. لا ينبغي أن يكون الحصول على الإقامة والجنسية حكراً على السوريين الأثرياء بل يجب أن يكون ذلك متاحاً للجميع. يجب ألا تغلق الأبواب بوجوهنا.”

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. أردوغان سيمنح الجنسيه التركيه للسوريين المهاجرين الاغنياء حتى يقوموا باستثمار أموالهم في الاقتصاد التركى,و السوريون الذين يتمتعون بمستوى علمي جامعى عال وبكفاءات مهنية. عندها يضمن أردوغان انهم سينتخبوه ويضمن دعمهم وأصواتهم فى الانتخابات القادمه لمصلحته.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *