أقرت إدارة معتقل غوانتانامو الأمريكي في كوبا بأن عدد المشاركين بالإضراب في المعتقل احتجاجا على الاستيلاء على حاجياتهم الشخصية، بما فيها نسخ القرآن الكريم، ازداد، لكنها نفت أن يكون عدد المضربين قد وصل الى 100.
وفي رسالة خاصة الى “روسيا اليوم”، بعث النقيب روبرت دورند رئيس قسم الإعلام في قوة المهام المشتركة في غوانتانامو ببيان نفى فيه الاتهامات التي وجهت خلال الأيام الماضية الى السلطات الأمريكية بشأن ظروف الاعتقال في غوانتانامو. وأكد المسؤول الأمريكي أن عدد المعتقلين الذين يرفضون تناول جميع أنواع الطعام ازداد من 6 معتقلين بدأوا الإضراب عندما وجهت الاتهامات الأولى بشأن ظروف الاعتقال، الى 14 مضربا عن الطعام اليوم.
لكن دورند إتهم المعتقلين بأنهم تآمروا من أجل فبركة وقائع لم تحصل وتوجيه اتهامات كاذبة الى إدارة المعتقل. وكانت قناة “ار تي” (“روسيا اليوم” الناطقة بالانجليزية) قد ذكرت أن الإضراب عن الطعام في غوانتانامو دخل يومه الـ40 بينما بلغ عدد المشاركين فيه 100 سجين.
ويعرب الأطباء عن قلقهم من الأخطار المحدقة بصحة المعتقلين بسبب الإضراب. ويضم المعسكر رقم 6 الذي بدأ فيه الإضراب نحو 130 من أصل 166 سجينا في غوانتانامو، فيما يتم احتجاز السجناء المعروفين مثل خالد شيخ محمد، وهو من مدبري هجمات 11 سبتمبر/أيلول الإرهابية، في جزء آخر من المعتقل.
ونقلت قناة “إر تي” عن مارك ماسون خبير الأنثروبولوجيا قوله: “اننا نرى 166 شخصا مسجونا وهذا بعد إقرار براءة أكثر من نصفهم، ومن حقهم أن يسيروا اليوم في الشوارع وهم أحرار!”. وأضاف: “لا يمكنني وصف بعض الظروف المروعة وسوء التعامل والإهانات التي تحدث عنها بعض المسجونين. وقد تم تجريدهم من الملابس وأرغموا على الوقوف في غرف باردة لساعات وهم عراة”.
اعتقال وتعذيب أطفال في غوانتانامو؟
وكان مارات قرناز أحد المعتقلين السابقين في سجن غوانتانامو قد قال في حديث لقناة “إر تي” إنه تعرض للعديد من حالات التعذيب الجسدي والمعنوي. وكان شاهد عيان على أعمال أخرى ارتكبت ضد سجناء آخرين بينهم أطفال. وقال: “انهم استعملوا كافة الوسائل لكسرنا بما فيها التعذيب النفسي والجسدي.
ورأيت أطفالا أعمارهم بين 9 سنوات و12 عاما داخل المعتقل. وكان من الصعب جدا أن اشاهد ضرب هؤلاء الأطفال أمامي”. وذكر محامو المعتقلين أنهم بدأوا الإضراب يوم 6 فبراير/شباط وذلك احتجاجا على مصادرة حاجياتهم الشخصية، بما فيها الصور والرسائل الشخصية بالإضافة الى سوء معاملة نسخ القرآن الكريم خلال تفتيش زنزاناتهم.
وقال مركز الحقوق الدستورية إنه تلقى تقارير عن معتقلين عانوا من سعال مصحوب بالدم وفقدان الوعي والوزن بسبب الإضراب. ويحذر الأطباء من أن المشاركين في الإضراب قد يفقدوا السمع والبصر بعد 45 يوما من الجوع.
إدارة المعتقل ترفض جميع الاتهامات
شدد روبرت دورند رئيس قسم الإعلام في غوانتانامو في بيان أرسله الى “روسيا اليوم” أن مهمة قوة المهام المشتركة في غوانتانامو تتمثل في تقديم حراسة ورعاية انسانية وشفافة للمعتقلين، ووصف جميع الاتهامات بـ الكاذبة” تماما.
ونفى وقوع أية حوادث مثيرة للقلق في المعتقل، قائلا أن بعض السجناء رشوا حراسهم بالبول، وقاموا بأعمال منسقة أخرى من أجل جذب اهتمام وسائل الإعلام. وشدد المسؤول على أن الطاقم الطبي في المعتقل يراقب الحالة الصحية للمعتقلين دائما ويقدم لهم رعاية صحية رفيعة المستوى، مفندا الأخبار التي تحدثت عن ان الإضراب واسع النطاق ويلحق أضرارا جسيمة بصحة السجناء.
وفي ما يخص مسألة نسخ القرآن الكريم، نفى المسؤول أن يكون هناك أية حوادث مساس بها من قبل الحراس أو المترجمين. وشدد على أن العاملين في المعتقل يتجنبون لمس أي نسخة للقرآن لأي معتقل وفي اي ووقت.
وشدد دورند أن جميع المعتقلين مزودون بنسخ شخصية من القرآن الكريم بالإضافة الى سجاجيد ومسابح، أما الحراس والعاملون فيلتزمون بالصمت خلال أوقات الصلاة. وتابع أن الإدارة تسمح للمعتقلين الذين يلتزمون بقواعد المعتقل بمشاهدة التلفزيون عبر الأقمار الصناعية واستخدام أجهزة شخصية لمشاهدة أفلام “دي في دي” وألعاب الفيديو، كما أن المعتقل يقدم للسجناء أكثر من 25 الف كتاب وتسجيلات موسيقى وأفلام. ونفى المسؤول وضع أي سجين في الحبس الانفرادي أو منعه من العناصر الأساسية في التعامل الانساني.