بث التلفزيون الهولندي لقطات مصورة، تثبت تواجد قوات من الحرس الثوري الإيراني في سوريا والقتال إلى جانب قوات الأسد ضد المعارضة المسلحة.
اللقطات التي تعرضها “العربية.نت” ضمن هذا التقرير، هي جزء من فيلم وثائقي للمنتج الإيراني “هادي باغباني”، الذي قتل في كمين في سوريا.
وكان هادي باغباني سافر إلى سوريا بمعية ثلاثة أشخاص آخرين، لينتج فيلماً وثائقياً حول العناصر الإيرانية المشاركة في القتال الدائر هناك، إلا أنه قتل في يوم الاثنين 19 أغسطس 2013 في ضواحي دمشق في كمين نصب للمجموعة التي كان يرافقها، ونقل جسده بعد أيام إلى مسقط رأسه “بابلسر” في إقليم مازندران شمالي إيران.
وكانت محطات تلفزيونية أجنبية بثت 6 مقاطع مصورة للفيلم الوثائقي الذي لم يكتمل، نظراً لمقتل منتجه على ما يبدو.
الحرس الثوري في سوريا
وفي بعض المقاطع يظهر شخص إيراني يدعى “إسماعيل حيدري” – أحد القادة الميدانيين للقوات الموالية لبشار الأسد – حيث يشرح تفاصيل التنسيق بين القوات الإيرانية المتواجدة في سوريا مع الجيش الحكومي السوري.
و”حيدري” الذي يظهر في الفيديو كمقاتل هو نفسه “حيدري” الذي دفن في مدينة آمُل في إقليم مازندران بعد يومين من دفن منتج الفيلم “باغباني”.
وكانت السلطات أعلنت حينها أن “حيدري” منتج سينمائي قتل على يد إرهابيين، إلا أن السلطات لم تحدد هوية هؤلاء الإرهابيين المزعومين، ولا المكان الذي لقي “حيدري” حتفه فيه.. ولكن ظهوره في الوثائقي غير المكتمل يكشف أنه قتل في سوريا.
والصورة المحمولة في يد المشاركين في مراسم تشييع ودفن “حيدري” تؤكد أنه كان عضواً في الحرس الثوري الإيراني- فرع إقليم مازندران.
ومن خلال متابعة قصيرة للصور والتواريخ يتبين أن المصور هادي باغباني وعضو الحرس الثوري إسماعيل حيدري قُتلا في يوم واحد، بالقرب من دمشق الأمر الذي لم تشر إليه وسائل إعلام الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا من بعيد ولا من قريب.
مثير للسخرية
وفي الوقت الذي يرى المراقبون فيه هذه اللقطات المصورة إثباتاً قاطعاً يحسم النقاش حول التدخل المباشر للقوات الإيرانية من عدمه في القتال إلى جانب قوات بشار الأسد ضد معارضيه، فند ثلاثة من أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني، ما تم تداوله حول هذا الأمر .
وقال علاء الدين روجردي، رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان، حول الفيلم الوثائقي غير المكتمل لهادي باغباني: “إن الأفلام التي تبث على أنها بخصوص تواجد الحرس الثوري في سوريا ما هي إلا كذب محض.. وكلام مثير للسخرية.”
ووصف عضو آخر في اللجنة البرلمانية نفسها، إسماعيل كوثري، وهو ضابط سابق في الحرس الثوري، بثّ هذا الفيلم الوثائقي بالحرب النفسية ضد بلاده، مؤكداً أن إيران لم ترسل أي مقاتل إلى سوريا، بل زودت سوريا بتجاربها فقط .
والتحق بهما عضو آخر في نفس اللجنة البرلمانية “إبراهيم آقا محمدي”، حيث اعتبر أن بث هذا الفيلم “يهدف إلى تخطيء الرأي العام الدولي وإظهار أن الأسد لن يبقى في الحكم إلا نتيجة دعم الحرس الثوري الإيراني له”، مؤكداً هو الآخر أنه “لا يوجد عنصر واحد من عناصر الحرس الثوري على الأراضي السورية”.
وكشف موقع “دكربان”، المتخصص في الشؤون الإيرانية، عن مقتل 11 من عناصر الحرس الثوري في سوريا، وذلك بحسب ما توفر لهذا الموقع من معلومات حول عدد القتلى الإيرانيين في سوريا .