ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية في تحقيق استقصائي، أن السلطات الفلبينية تحتجز أطفال الشوارع في مراكز اعتقال وحشية بجانب سجناء بالغين، قبيل زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس المرتقبة للبلاد هذا الأسبوع.
وقالت الصحيفة إن الشرطة ومسؤولين جمعوا مئات الأطفال من جوانب الطرق في العاصمة الفلبينية مانيلا، ووضعتهم بالسجون في الأسابيع الماضية لتحسين مظهر المدينة، وهو ما يعد اختراقا صارخا لقوانين حماية الطفل التي سنتها الدولة نفسها.
ويضطر الأطفال للنوم على الأرض الإسمنتية داخل زنازين قذرة، كما يتم الاعتداء على الكثير منهم بالضرب أو من قبل مساجين أكبر منهم سنا، وسبق وجودهم بالسجن منذ فترة طويلة، كما يتم تجويعهم وربطهم بسلاسل في بعض الحالات.
وكشفت الصحيفة أيضا عن أن الأطفال يقضون حاجتهم في دلو، ويتم إطعامهم من بقايا طعام، يتناولونها من الأرض، كما أنهم لا يتلقوا أي نوع من التعليم.
وتمكنت “الديلي ميل” من دخول أحد مراكز الاحتجاز بصحبة المرشح لنيل جائزة نوبل للسلام، الأب شاي كولن 71 عاما، والذي استطاع إخراج الطفل “ماك ماك” المصاب بداء الجرب من إحدى الزنازين، والتي احتجز داخلها منذ ثلاثة أسابيع، وإيداعه في ملجأ أسسه بنفسه في الريف.
وعبر الأب كولن عن الأمر قائلا إن احتجاز الأطفال مثل “ماك ماك” مناف للكرامة الإنسانية، وأن حقوق الأطفال في هذه المراكز يتم الاعتداء عليها، مضيفا: “ليست لديهم حقوق أساسية، ليس هناك تعليم، ليس هناك أي ترفيه، ليس هناك تنمية بشرية ملائمة، ليس هناك مكان لتناول الطعام وهم ينامون على الأرض الإسمنتية، ليست هناك إجراءات قضائية ملائمة”.
يذكر أن البابا فرنسيس قد قام بغسل أقدام محتجزين داخل مركز لاحتجاز الشباب في العاصمة الإيطالية روما عام 2013، وهو ما يقول بشأنه الأب كولن “للأسف، من المحال أن يزور البابا مراكز الاحتجاز هذه في مانيلا”.