كشفت بقايا مجموعة من الأواني الفخارية، عثرت عليها سلطة الآثار الإسرائيلية، في موقع بناء بمدينة “تل أبيب”، أن المصريين القدماء وصلوا إلى مناطق في شمال الساحل الشرقي للبحر المتوسط، قبل أكثر من 5 آلاف عام، أبعد مما كان معروفاً من قبل.
وعثر فريق تابع لسلطة الآثار في الدولة العبرية على بقايا عدد من الأواني المصنوعة من “الخزف”، تم تشكيلها بالطريق المصرية القديمة، وتختلف عن صناعة الآنية المحلية في ذلك الوقت، كانت تُستخدم في تخزين “الشعير”، بغرض صناعة “الجعة”، أو “البيرة”، خلال “العصر البرونزي”، ما بين 3000 و3500 عام قبل الميلاد.
ويُعد هذا الكشف، بحسب ما نقلت تقارير إعلامية إسرائيلية، هو أول دليل يشير إلى أن المصريين عاشوا في مناطق تقع إلى الشمال من المناطق التي تم العثور على أدلة بوجود مجتمعات مصرية فيها من قبل، وهي مناطق “النقب”، وعلى طول ساحل جنوب شرق البحر المتوسط.
من جانبه، قال “عالم المصريات”، أحمد صالح، أن التقرير الذي نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” عن العثور على أثار تثبت وجود المصريين في منطقة “تل أبيب” قبل أكثر من 5 آلاف عام، “لا يضيف جديداً على الحالة التاريخية، التي تربط بين مصر وفلسطين”.
وأضاف صالح، بحسب ما أورد موقع “أخبار مصر”، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن “العلاقة بين مصر وفلسطين ترجع إلى عصور ما قبل الأسرات”، وأكد أن “تلك المنطقة كانت تتبع مصر إدارياً، وتشرف عليها بشكل كامل، وكان الطريق الساحلي لفلسطين جزءاً منها، حيث كان الامتداد لطريق حورس الحربي.”
وذكر العالم المصري أن “العلاقة بين مصر وفلسطين بدأت منذ عصر ما قبل الأسرات، بعلاقة تجارية، فيما بدأ المصريون أول تعامل عسكري في فلسطين في الأسرة السادسة (القرن 22 ق .م)، عصر الملك بيبي الأول، عندما أرسل ويني مؤسس الجيش المصري إلى جبل الكرمل، شمال فلسطين، للسيطرة على تجارة الزيتون والكروم.”
وأضاف إنه منذ ذلك العصر بدأت العلاقات بين البلدين تتوسع حتى الأسرة الـ18، عندما بدأت مصر برئاسة الملك أحمس في ادارة فلسطين بشكل مباشر، وكان الفرعون المصري هو الذي يعين حكام دويلات المدن بفلسطين، مثل القدس ومجدو وغزة وعسقلان وبيسان.
واختتم صالح تصريحاته بالقول إن “مصر فقدت إدارتها على فلسطين بشكل مباشر بدءاً من القرن الـ11 قبل الميلاد، ولكن ظلت مصر تتعامل مع فلسطين على أنها تابعة لها، أو جزء منها”، على حد تعبيره.