(رويترز) – قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه لن يكون “ملائما” لإيران المشاركة في محادثات بشأن مواجهة مقاتلي تنظيم داعش وذلك في الوقت الذي بدا فيه أنه يقلل من أهمية مدى السرعة التي يمكن أن تلتزم فيها الدول بارسال قوات أو القيام بخطوات آخرى في إئتلاف ناشيء.
والتقى كيري مع الزعماء الأتراك في محاولة للحصول على دعمهم لعمل تقوده الولايات المتحدة ضد مقاتلي داعش ولكن احجام تركيا عن لعب دور قيادي أكد صعوبة بناء تحالف مستعد لخوض حملة عسكرية معقدة في قلب الشرق الأوسط .
وفي الوقت الذي يقوم فيه بجولة في المنطقة لجمع التأييد لخطة الرئيس باراك أوباما لشن ضربات على جانبي الحدود السورية العراقية لدحر مقاتلي تنظيم داعش قال كيري إنه يجب ألا يكون لإيران الشيعية دور في كيفية القيام بذلك.
وقال كيري متهما إيران بأنها ”دولة راعية للإرهاب” ودعم النظام الوحشي السوري إنه لن يكون ملائما للمسؤولين الإيرانيين المشاركة في مؤتمر بشأن العراق يعقد في باريس يوم الإثنين لبحث كيفية كبح جماح تلك الحركة التي استولت على ثلث كل من العراق وسوريا. ووصفت طهران الإئتلاف بأنه ”تكتنفه نقاط غموض شديد.”
وقال كيري في مؤتمر صحفي في العاصمة التركية أنقرة ”في ظل هذه الملابسات وفي هذه اللحظة لن يكون مناسبا لعدد كبير من الاسباب. لن يكون ملائما في ضوء القضايا الآخرى الكثيرة المطروحة على الطاولة في سوريا ومناطق آخرى.”
وقال كيري الذي يواجه مصالح وأهداف متباينة بين دول المنطقة التي غالبا ما تكون في حالة نزاع إن من السابق لأوانه القول علانية ماهي الامور التي تكون فيه كل دول على حدة مستعدة أن تفعله بشكل واضح لوقف تمويل المتشددين وتشجيع المعارضة المحلية وتوفير المساعدات الانسانية .
وحصل كيري على دعم يوم الخميس للقيام ”بحملة عسكرية منسقة” ضد تنظيم داعش من عشر دول عربية هي مصر والعراق والأردن ولبنان ودول مجلس التعاون الخليجي الست.
ولكن مازال غير واضح تماما الدور الذي ستلعبه كل دولة. وعلى الرغم من تأكيده التزام فرنسا باستخدام القوة العسكرية في العراق امتنع عن توضيح ماإذا كانت فرنسا ستنضم للهجمات في سوريا.
ويأتي هذا بعد أنباء متضاربة في بريطانيا الحليف الرئيسي للولايات المتحدة بشأن دورها المحتمل مع تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الخميس بأنه لا يستبعد القيام بعمل عسكري في سوريا بعد أن قال وزير خارجيته إن بريطانيا لن تشارك في أي هجمات جوية هناك.
وقال كيري الذي يسافر إلى القاهرة يوم السبت “من السابق لأوانه تماما وغير ملائم بشكل صريح في هذه المرحلة البدء في وضع خطة مفصلة لما ستقوم به كل دولة على حدة.” وأضاف إن بناء إئتلاف سيستغرق وقتا.
وقال “أشعر بارتياح بأن هذا سيكون إئتلافا ذا قاعدة عريضة مع الدول العربية والدول الأوروبية والولايات المتحدة وآخرين .
“سيتم شرح كل الأدوار بالتفصيل في الوقت المناسب .”
وتجنبت تركيا بصراحة حتى الآن الزام نفسها بأي حملة عسكرية جديدة. وتملك تركيا ثاني أكبر قوات مسلحة في حلف شمال الأطلسي كما أنها تستضيف قاعدة جوية أمريكية كبيرة في انجرليك في جنوب البلاد.
وقال أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي الذي لم ينضم إلى المؤتمر الصحفي مع كيري في مقابلة على الهواء في التلفزيون التركي بعد ساعات من اجتماعهما إن عمل الولايات المتحدة في العراق لن يكون كافيا من جانبها لتحقيق الاستقرار السياسي.
وقال لمحطة كنال 24 التلفزيونية “إنه ضروري ولكن ليس كافيا لتحقيق النظام.”
وقلل مسؤولون أمريكيون من آمال اقناع أنقرة بالقيام بدور مهم في أي تدخل عسكري قائلين إن محادثات يوم الجمعة تركزت على قضايا من بينها جهود تركيا لوقف تدفق المقاتلين الأجانب الذين يعبرون أراضيها ودورها في توفير المساعدات الانسانية.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية قبل المحادثات “لعب الأتراك دورا استثنائيا في موضوعات انسانية تتعلق بالوضع… وسيلعبون دورا ويلعبون دورا جوهريا في جهودنا لضرب تسهيلات المقاتلين الاجانب ومجابهة تمويل الإرهابيين.”
وتدفع خطة أوباما لمحاربة تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا في آن واحد بالولايات المتحدة بشكل مباشر في خضم حربين مختلفتين لكل دول المنطقة تقريبا نصيب فيها.
ومنذ الايام الاولى للصراع السوري تؤيد تركيا المعارضين ومعظمهم من السنة الذين يحاربون الرئيس السوري بشار الاسد ورغم القلق الذي ينتاب أنقرة من صعود نجم داعش الا انها تتخوف من أي عملية عسكرية قد تضعف خصوم الأسد.
كما تخشى تركيا أيضا من تدعيم الأكراد في العراق وسوريا إذ يشن المتمردون الأكراد في تركيا حربا منذ ثلاثة عقود ضد الدولة التركية ويخوضون عملية سلام دقيقة.
وقال وزير الخارجية اللبناني جبران باسل لرويترز إن بعض الدول العربية اقترحت خلال محادثات جدة يوم الخميس توسيع الحملة لتشمل جماعات إسلامية أخرى وليس فقط تنظيم داعش وهي خطوة من المحتمل أن تعترض عليها تركيا أيضا.
وأدى دعم تركيا للمعارضة المسلحة التي تقاتل الأسد ومن بينها جماعات امتنعت بعض الدول الغربية عن دعمها إلى تعرضها لاتهامات بمساعدة الاسلاميين المتطرفين ومساهمتها في صعود نجم تنظيم داعش وهي فكرة ترفضها أنقرة بشدة.