فاجأ إعلان ديفيد فريدمان سفيراً لأميركا لدى إسرائيل المحللين الإسرائيليين، وكتب الصحافي في “هآرتس” الإسرائيلية، تشيمي شاليف، قائلاً: “أظهر تعيين فريدمان رئيس الوزراء اليميني، بنيامين نتنياهو، كأنه يساري مهزوم”.
ورحّب يوسي داغان، أحد قادة المستوطنين وصديق فريدمان، بالتعيين واصفاً إياه بـ”الصديق الحقيقي والشريك لدولة إسرائيل والمستوطنات”. وقال رئيس المنظمة الصهيونية في أميركا، مورتون كلين، إن “من المحتمل أن يكون فريدمان أعظم سفير أميركي لدى إسرائيل”.
وقال فريدمان لصحيفة هآرتس اليسارية الإسرائيلية “على الإسرائيليين أن يقرروا إن كانوا يرغبون أم لا بالتخلي عن أراض لإقامة دولة فلسطينية. إن لم يرغب الإسرائيليون بذلك، فإنه (ترمب) لا يعتقد أن عليهم القيام بذلك. الخيار يعود لهم. إنه لا يعتقد بأن قيام دولة فلسطينية مستقلة هو واجب لزاما على الأميركيين”.
ونقل بيان نشره فريق ترمب، الخميس، عن ديفيد فريدمان قوله “أنوي العمل بلا كلل لتعزيز العلاقات الثابتة التي تربط بين بلدينا ودفع السلام قدماً في المنطقة، وأنتظر بفارغ الصبر أن أفعل ذلك من السفارة الأميركية في العاصمة الأبدية لإسرائيل، القدس”.
وكان الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، عيّن المحامي ومستشاره خلال الحملة الرئاسية ديفيد فريدمان المؤيد للاستيطان، سفيراً للولايات المتحدة لدى إسرائيل.
وكان ترمب التقى خلال الحملة الانتخابية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ثم دعا بعد ذلك إلى الاعتراف بالقدس “كعاصمة موحدة” لإسرائيل.
ووصف فريدمان الرئيس أوباما بالمعادي للسامية، وقال إن يهود الولايات المتحدة المعارضين لاحتلال اسرائيل الضفة الغربية أسوأ من حراس سجناء الحقبة النازية.
ولم يكرر ترمب هذه التصريحات بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر). لكن مستشارته، كيليان كونواي، قالت خلال الأسبوع الحالي، إن هذه الخطوة “تحتل أولوية كبرى” لديه.
ويقيم فريدمان علاقات وثيقة مع مستوطني الضفة الغربية المحتلة. ويعتبر المجتمع الدولي الاستيطان غير قانوني ويشكل عقبة رئيسة في طريق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين سواء كان بموافقة الحكومة الإسرائيلية أم لا.
ويعيش قرابة 400 ألف شخص في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وفق السلطات الإسرائيلية، وسط 2.6 مليون فلسطيني. وانتقدت منظمة “جي ستريت” اليسارية المؤيدة لإسرائيل والمتمركزة في الولايات المتحدة، بشدة، تعيين فريدمان، معتبرة أنه خطوة “متهورة”.
وقال رئيس هذه المنظمة جيريمي بن عامي، في بيان، إن “هذا التعيين خطوة متهورة تهدد سمعة أميركا في المنطقة وصدقيتها في العالم”.